تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
الخواطر

سيكرمك الكريم

وداد بنت عبدالله الجابرية

بين حين وآخر، تمضي الحياة لتلبية متطلباتها، نمضي معها وتمضي بنا في سكة لا يعلم أحدُ نهايتها، هل هي مؤلمة أم مفرحة؟ ولكن هناك من يراقبك ويحافظ عليك، إنه الرقيب والحفيظ، هو من أتى بك لعالم الوجود بعد أن كنت في العدم، اكرمك، وميزك من بين المخلوقات، سيكرمك الكريم من قبل ومن بعد
كما أكرمك قبل الوجود وبعد الوجود، وعند الرحيل، فإن كرمه لا ينتهي.

أنزل الله تعالى كتابه الكريم لنتدبر آياته ونعيش بين صفحاته، ولنأخذ من البركات والعطايا، فقد تحدث الكثير من المفسرين عن فضل وبركة سورة البقرة وتحدثوا عن تلك العطايا الإلهية، وعن فضل تلك الأدعية التى دعا بها عباد الله الصالحين وأنبياءه، فقد قال سيدنا سليمان {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
[سورة ص: 35]

وقال الله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
[سورة الصافات: 87]

قيل لي ذات مرة عن فضل سورة البقرة وكيف أن الله تعالى أكرم عباده، واتذكر مقولة صديقتي: عندما أقرأ سورة البقرة لم أشعر بأنها طويلة، فمن هنا بدأت مسيرتي في العيش مع كلمات سورة البقرة، فبدأت الحياة تتغير وتأتي كرامات رب العالمين، وعندما كنت أفرح بأنها أتت، أذهبها الله عني لتنكشف حقيقتها مع مرور لأيام، وذات مرة استمريت على تلاوة سورة البقرة ودعاء سيدنا سليمان، فأتى كرم الله، ومع الاستمرار في الدعاء والظن بالله، أبعد الله تعالى ما كان سيؤذيني، نعم أحببت الشيء الذي أتى، ولكن الله تعالى عندما نظر لنوايا قلبي وكيف أني بنيت الحلم على حسن الظن بالله وكله خير، أذهبه الله تعالى عني، وتذكرت قول الله {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
[سورة البقرة: 216]

فتذكر دائماً أن الله تعالى لن يبعد عنك شيئاً فيه خير لك، فأحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه حق التوكل، وسارعوا في العيش مع صفحات كتابه ومع بركة وفضل سورة البقرة، فإن كرم الله حتماً سيأتي، وتذكر أن الكريم سيكرمك ما دمت تحسن الظن به.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights