السكينة والسلام الداخلي ..
ناصر بن خميس السويدي
دع هدوء الصباح يعانق قلبك، واستمد من سكونه سلامًا عميقًا.” هذه العبارة تحمل في طياتها معنىً عظيمًا يتعلق بالسكينة التي يمكننا أن نجدها في أبسط الأشياء من حولنا، ففي كثير من الأحيان، يمر بنا الصباح بهدوء، يحمل معه نسيمًا لطيفًا وإشراقة شمس جديدة، ويمنحنا الفرصة لبداية يوم جديد بأمل وتفاؤل، لكن قليلون منا يتوقفون للحظة لاستشعار هذا الهدوء والانغماس فيه.
السكينة الداخلية لا تأتي من عدم وجود المشاكل أو التحديات، بل من قدرتنا على التعامل معها بنظرة إيجابية وإدراك أن في كل تحدٍ درسًا جديدًا يعزز من قوتنا وحكمتنا. التحديات جزءً لا يتجزأ من الحياة، ولا يمكننا تجنبها، ولكن يمكننا التحكم في ردود أفعالنا تجاهها، هذه السكينة تأتي عندما نتعلم أن نترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، وأن نثق بأن لكل أمر حكمة، حتى وإن لم تكن واضحة في الوقت الحالي.
وفي كل يوم جديد، نجد فرصة لنبدأ من جديد، لنغفر لأنفسنا ما فات، ونواصل رحلتنا نحو تحقيق ما نطمح إليه. السكينة هي تلك القدرة على مواجهة الحياة بشجاعة، وفي الوقت ذاته، الاحتفاظ بتوازن داخلي يمنحنا السلام.
عندما نمنح أنفسنا الفرصة للاستمتاع بهدوء الصباح وتقدير اللحظات البسيطة، نجد أن حياتنا تصبح أكثر معناً، فبدلاً من الجري وراء الأمور المادية أو القلق المستمر بشأن المستقبل، نجد السلام في الحاضر، وندرك أن السعادة الحقيقية تأتي من داخلنا، ومن قدرتنا على التمتع بما لدينا الآن.
في النهاية السكينة ليست وجهة نصل إليها، بل هي حالة نفسية نعمل على تحقيقها بشكل يومي من خلال التقدير،و التأمل، والتعلم من كل تجربة نمر بها.