التحليق فوق السحاب، وكيف يغير الطموح نظرتنا للحياة
سليمان بن علي الراشدي
في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، قد يكون الطموح القوة الدافعة التي تأخذنا بعيداً عن أرض الواقع، نحو فضاءات أوسع من الممكنات، وكلما ارتفعنا في سماوات أهدافنا وطموحاتنا، نصبح أقل اهتماماً بآراء الآخرين الذين يقفون على الأرض غير قادرين على الطيران معنا.
هذه الظاهرة لا تعكس غرورا أو تجاهلاً للآخرين، بل هي ناتجة عن فهم أعمق لمدى اتساع العالم وفرصة، فعندما نصعد نحو أحلامنا ونبدأ بتحقيقها؛ نبدأ في رؤية الصورة الأكبر، الصورة التي قد تغيب عن أولئك الذين لم يتجرؤوا على الابتعاد عن منطقة الراحة الخاصة بهم.
في هذه المسيرة قد يواجه الطامح تحديات عديدة، الناس قد لا يفهمون رؤيتك، وقد يحاولون التقليل من قيمة ما تسعى لتحقيقه، ولكن إذا كنت تحلق أعلى يجب أن تتذكر دائماً أن هؤلاء الأشخاص ينظرون إلى الأمور من منظور محدود، حيث يبدو لهم أن كل من حولهم صغير.
التحليق هنا رمزية لرؤية أوسع، لرؤية مستقبلية، لرؤية تحمل في طياتها أملاً وتغييراً، فالأمر ليس مجرد هروب من الواقع بل السعي نحو واقع أفضل، وما يجعل الطموح أمراً جوهرياً أنه يعلمنا كيف نرى الأشياء من زوايا مختلفة، وكيف نتعامل مع الصعوبات بنظرة شمولية، بعيداً عن الضغوطات اليومية والآراء المحدودة.
كلما ارتفعت في طموحك، كلما قل اهتمامك بما يقال أو يعتقد عنك، لم يعد الآخرون هم من يحددون قيمتك أو اتجاهك؛ بل أنت من يحدد مسارك، وأنت من يرى الأفق الواسع أمامك، هذه الرحلة ليست سهلة، لكنها تستحق العناء، وعندما تصل إلى أهدافك ستدرك أن الطريق كان مليئاً بالدروس، وأن كل تجربة ساهمت في تشكيل شخصيتك وصقل رؤيتك.
في النهاية، يجب أن ندرك أن التحليق فوق السحاب ليس للجميع، فغالب البشر يفضلون البقاء على الأرض وبعضهم يحلم بالتحليق لكنه يخشى المحاولة، أما نحن فنحلق عالياً، نعلم أن العالم أكبر بكثير مما يظهر، وأن هناك دائماً أفقاً جديداً ينتظرنا فقط إذا تجرأنا على الطيران .