ورحل الرجل الصالح
تأفل النجوم ويرحل الصالحون، فيغيبون عن مشهد العيون وعن الدنيا ببريقها الفاني، ولكن يبقى ضياؤهم يملأ الكون نورا وصفاء وصلاحا .
هكذا ديدن الأخيار أينما كنا وأينما اتجهنا، فهم منارة لكل دروب الخير، وهم نبراس لكل دروب الحياة السعيدة ، هكذا رحل بالأمس القريب الأخ والأستاذ حمود بن سعيد بن سعّيد الصوافي مربي الأجيال ودعوات محبيه تشق عنان السماء والأرض بأن يغفر الله له ويتغمده بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء .
رحل وابتسامته لم تفارق محياه واهتمامه بالعلم وأبنائه الطلاب لا زالت ضمن مشهده اليومي وغراس يديه قد بلغ مراتب الشرف عند الله وعند من تلقى العلم على يديه .
رحل وأخلاقه العظيمة ونواياه الصادقة وحسن تعامله مع الجميع صغيرا أو كبيرا بقلبه الكبير لا زال ينبض بين محبيه وهم يتلقون نبأ وفاته وانتقاله الى الرفيق الأعلى .
كان رحمه الله يشرف على مسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم في ولاية سناو، والتي تقام سنويا بجامع سناو وكنت أول من يتلقى موعد وصول اللجنة المشرفة منه من أجل تغطية إعلامية لمجريات المسابقة كما ألفته وألفه الجميع في محله الذي كان يتاجر فيه بصنوف العطور ذات الروائح الزكية، فكان أميناً سلسا في بيعه وشرائه وحسن تعامله مع مرتادي المحل .
وفي مجالس وحلقات الذكر وسير الأخيار كان ملتزما دائما بالحضور ومترددا إلى شيخه العلامة المربي حمود بن حميد الصوافي- حفظه الله- كما كان ملتزما بالتدريس في حلق الذكر وتعليم القرآن في مسجد ثقبة رجب ومدرسة المغدر لتعليم القرآن الكريم ومسجد الرحمة القريب من بيته .
رحم الله الأستاذ حمود بن سعيد الصوافي وعوضنا في أبنائه وإخوته الصالحين الذين عهدناهم أوفياء أتقياء يبذرون بذور الخير في ولاية سناو بطيب فعالهم وحسن تعاملهم مع الجميع فما زرعه الأستاذ الكريم والمربي القدير سيظل باسقاً في أجيال المستقبل تتعاقبه السنين كعود استوى على سوقه فاخضر وأينعت ثماره، وهكذا يرحل الصالحون في هدوء وصفاء، وقد حرثوا الأرض وزرعوا بذور الخير في قلوب أبنائهم وطلابهم الأتقياء نحو صلاح الدنيا والآخرة.