تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين

 يعقوب بن حميد المقبالي

الجبل الأبيض أحد جبال ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، حيث يتبوأ مكانته، ويعتلي بشراقاته على خمس ولايات وهي (ولاية قريات بمحافظة مسقط، وولاية وادي بني خالد، وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وولاية إبراء، وولاية دماء والطائيين بشمال الشرقية).

ومن أراد زيارة هذا الجبل عليه أن يستقل سيارة ذات الدفع الرباعي، مع أخذ تصريح الدخول من بوابة العبور، فلا يمكن الصعود إليه إلا بإذن مسبق وتصريح معتمد من جهات الاختصاص.

وطبيعة الجبل الأبيض تناسب محبّي رياضة صعود ونزول الجبال والتخييم في جنبات الجبل، حيث يتميز بهواه العليل الذي يزداد برودة كلما صعدت إلى الأعلى، حيث يرتفع الجبل الأبيض عن سطح البحر (٢٠٠٠ م) ألفي متر، وطول الجبل (٢٥٠٠ م) ألفين وخمسمائة متر مربع.

ويشتهر الجبل الأبيض بمدرجاته الخضراء من الحشائش والنباتات المتنوعة، حيث تربته الخصبة التي تصلح للزراعة بجميع أنواعها، ولا سيما الأشجار المثمرة والفواكه والخضروات، مما يجعل من هذا الجبل إنتاجاً إضافياً ودخلاً مربحاً، وعائداً إلى المواطن ولسلطنة عمان عامة.

يوجد في الجبل الأبيض العديد من المقابر الأثرية على شكل أبراج مبنية من الحجارة، ويصل عمرها إلى أكثر من 2500 عام قبل الميلاد. ويضم أيضا كثيراً من الحياة الفطرية، منها محمية السرين على امتداد الجبل الذي يعتبر غذاءً ومتنفساً لهذه المحمية.

ويوجد بالجبل الأبيض عدة قرى منها: الرمادي والخيل ومعقل، حيل الكفوف، وحيل المكارم، وحيل الكبير، الجنز، ويقطن فيه عوائل يقدّر عدد أفرادها بخمسمائة شخص، ويتلقّى أبناء وبنات أهالي القرى التعليم في المدارس القريبة منهم عن طريق سيارات الدفع الرباعي، كما يتلقون العلاج في مراكز ومستشفيات ولاية دماء والطائيين، فهم بحاجة إلى رصف الطرق لأنه لا يربط بقرى الجبل إلا الطرق الترابية، وهذا بلا شك يؤثر كثيراً على سير الحياة لسكان الجبل الأبيض وكذلك زوّاره.

فالأهالي يعانون من تطاير الأتربة والطرق الوعرة عندما يتنقلون من مكان إلى آخر عند إنجاز مختلف مهامهم اليومية كالدراسة والعمل أو الذهاب إلى المستشفيات وتوفير مستلزمات الحياة المعيشية، وهذا بحد ذاته يؤثر على صحة الأطفال، طلاب المدارس، المرضى وكبار السن والأهالي بشكل عام، ناهيك كذلك عن ما يحدث لهذه الطرق أثناء هطول الأمطار وجريان الأودية، فإن الطرق تكون غير سالكة فينعزلون عن المجتمع وتتعطل مصالحهم جميعها من العمل والتعليم وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، فعندما يُرصف الشارع سيوفر لهم الجهد والمال والوقت، بدلاً من مشقة النزول والصعود يومياً مما يرهق كاهل المواطن.

أهالي الجبل الأبيض يتطلعون من حكومتهم الرشيدة توفير ما يحتاجون إليه من بنية تحتية ورصف الطرق المؤدية إلى مواقع سكنهم وتوفير المياه الصالحة للشرب لهم ولحيواناتهم، وعمل محطات الاتصال وتقوية شبكات الإنترنت الضعيفة، تزامناً مع تفعيل طرق الدراسة والعمل عن بعد وتخليص مختلف المعاملات في الظروف المختلفة التي تستدعي ذلك، فمن هنا يكررون مطالبهم لتوفير هذه الخدمات حتى يستطيعوا مواكبة الحياة اليومية المطلوبة والمفروضة عليهم مع هذا التقدم التقني والإلكتروني.

وإذا أردنا أن يرتقي الجبل الأبيض فعلى جهات الاختصاص توفير كافة الخدمات المهمة لرفع الجبل الأبيض إلى مصافّ السياحة الداخلية المتميزة، وهذا يحتاج إلى بذل الجهد والتفكير لخلق مشاريع تعود بالنفع والفائدة العامة للأهالي، وخلق وظائف العمل على أرض هذا الجبل حتى نجعله يتواكب مع السياحة الداخلية.

الجبل الأبيض يستحق النظر إليه بعين الاعتبار؛ لأنه يضم على جنباته خيراً وفيراً إذا نال الاهتمام من النواحي جميعها ليكون مواكباً مع تطلعات النظرة المستقبلية (عمان أربعين) وفتح باب التنافس بين المواطنين والصناديق السياحية والقطاع الخاص لتحقيق المستقبل الزاهر للجبل الأبيض، ليكون إضافة إلى السياحة التي نعتز بها في بلادنا سلطنة عُمان تحت الرعاية السامية لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه-.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights