تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

بوح الحبر للبحر ..

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

استهلال أقول فيه:

تقول لي الفراشة أنت قدري
وكل الشوق أكتمهُ بصدري…
وهذا البوح من مهد الحكايا
أراق الحبر من نثري وشعري…

سأكتب كما عهدتوني من قبل، سأكتب بما يمليه عليّ ضميري ولا أتعالى على أحد، واستمع للنقد، وأتقبله بمرحٍ وبكل رحابة صدر، وأتواضع للناصح؛ ولكن قد تختلف الأراء، فمن يختلف معك ويعرض رأيه عليك؛ فهذا يرى من منظوره الشخصي، وقد أراد بذلك لك الخير، والكاتب يرى من منظوره أيضًا، كما أنه ليس بالضرورة أن يصيب الناقد في كلامه، وطبيعة الكاتب لا يحب أن يُملى عليه ماذا سيكتب، أو كيف يكتب كحال.

كل كاتب يكتب ما يراه مناسبًا، وما هو مقتنع به، وفكر الكاتب بحر لا قعر له ولا ساحل، وقد يرى بعضهم أن ما يكتبه بعضُ الكُّتاب لا يرقى لما كتبوه من قبل، أو لا يكون بنفس النمط أو القوة التي عهدت منهم.

وهنا على الكاتب أن لا يجامل، ويتمسك بما كتبه؛ بل ويفتخر به دومًا. ربما يختلف معي بعضهم في هذا الطرح ولكن من أراد الإنصاف فعلًا فلا يحكم على نص ما بنفسه، وليعرضه على غيره قبل أن يتسرع هو في الحكم عليه، وإن كانت نيته طيبة وأراد في نفسه ما هو أنسب وأصلح للكاتب؛ فبهذا الحكم قد يظلم به الكاتب، والأمر محمولٌ على التفاهم وسعة الصدور، وتبادل الآراء، وتفاوت الخبرات، والكُّتاب في تفاوتٍ أيضا حول مسألة تقبل النصح من عدمه، وربما ليس الكُّتاب وحدهم؛ بل ومعظم الناس، إن لم يكونوا جميعهم، وأحب من لا يعرف اليأس ويستمع للنقد، ويأخذ بشيء ك من النصح، ويتأنى، ثم يحكم عقله.

والأدب العربي واسعٌ وشاسع، لا حدود له، وبه من الجماليات ما يفوق الخيال، ولننصت سويًا أيها السادة القراء لبوح الحبر للبحر عبر هذا النص المسمى ب”حديث البحر” دون تكلف، وهو كما كتبه ك الكاتب، ولتكونوا أنتم الحَكم في نهاية المطاف على ما كتبه هذا الكاتب.
يقول صاحب البوح:

جلستُ والبحر …
حينما أخلو بنفسي.. أقصد بعض الأماكن التي تنعش الفكر وتريح القلب، فأقصد البحر لأنصت لحديثه وهمسات أمواجه، يأخذني الحنين لما مضى من ذكريات..
وتحلق بي الأفكار بعيدًا مع طيور النورس مد البصر على الفلك الأطلس، ويغمرني اللون الأزرق بامتداده، وأتنفس هواء البحر النقي بعيدًا عن الصخب..
لا شيء معي سوى قهوتي وأوراقي ويراعي. هذا هو عالمي حينما تجتمع فيه هذه المقومات الجميلة. أقتنص الفرص التي تأتي فجأة دون إعداد مسبق، ولها وقع في القلب، وتأثير يعقبه فرح عارم، وشعور بالراحة والاطمئنان، فالبعد عن نظام الحياة المعتاد يجدد النشاط في النفس البشرية ويجعلها أكثر سعادة وطمأنينة، ولا يعرف هذه الحقيقة إلا من خاض في غمار هذه التجارب ودخل في هذه اللجج والغياهب.

تتصارع الأفكار في ذهني لتفوز بالسبق، كما تتصارع الكلمات هي الأخرى لتحظى بالنطق، ويجتمع كل ذلك على الورق، وما على اليراع إلا الثبات والصدق؛ فتشرق في جنبات هذه النفس الألطاف، ويغلب عليها طابع الرفق، وهناك من الأفكار ما يطول بها الانتظار. ويقابلها أيضًا من الجانب الآخر من الكلمات ما يرأب بها الصدع ويلم بها الشتات، ويكون العكس أيضًا بحسب المراد والتوجه، وللبحر دور كبير في تسكين النفوس وتهدئتها؛ لذا ينصح الأطباء والعارفون بالإكثار من ممارسة رياضة المشي أو الجري على شاطيء البحر أو التخلص من الطاقات السلبية؛ لاجتماع الماء والملح، وهي من أعظم الوصفات التي ينصح بها في كثير من الأحيان لتطهير النفس والمكان، ولأهل الاختصاص الحديث عن هذا الميدان الذي له أركان وأغصان.

ينضحني البحر بأمواجه وعظيم هباته، متجليًا ك للعيان، مظهرًا آيات الله في عجائبه، ومكنوناته، ويسرد لي تارة قصصه وحكاياته، وما تم على متنه من بطولات وانتصارات، وللبحر حديث ذو شجون تحن إليه القلوب، وتقر به العيون.

بهذا ختم صاحب البوح حديث البحر، وقد مزج الفكر بالحبر؛ فهل ترون أيها السادة القراء أنه قد وفق في هذا النص؟
أتحفونا بمكنون الخواطر، وتعقيبكم الذي لا غنى عنه عبر هذه المواقع والمنابر…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights