2024
Adsense
مقالات صحفية

٥) نزهة الحروف…

خلفان بن ناصر الرواحي

حرف (خ):
خَجلتُ من نفسي، وخاطبتها قائلا: كيف أهملتكِ أيتها الحروف العربية الناطقة، وكنت أتمنى النجاح، ولكن ينتابني الخوف من أن أكون أحد رواد حوضك لأنتهل منه شربةً تعيد لي الحياة؛ لكي تنتشلني من أعماق الخفايا المُّحْبِطة؟!

حينها، رجعت إلى نقطة البداية، وصارحت ذاتي بذاتي، وتأملت الحروف، وضمنها حرفنا هذا (خ)؛ فوجدت أن اسمي يتصدر بدايته – خلفان- وزادني ذلك الشعور العميق خروجا من دائرة التفكير السلبي؛ وتذكرت خلافة الله تعالى لآدم عليه الصلاة والسلام في الأرض، وكيف كان ذلك الموقف بحضرة ملائكة الرحمن، ولماذا علمه الأسماء كلها عن باقي خلقه، وكيف فضله سبحانه على سائر خلقه، وكيف كان استفهام الملائكة الكرام عن هذا التفضيل عليهم وهم يسبحونه بالليل والنهار لا يفترون، وكيف علم الملائكة بالإفساد وسفك الدماء من قبل هذا الإنسان الذي خلقه الله عز وجل من تراب الأرض قبل أن يهبط فيها؟!

تذكرت أيضا بأن هذا الحرف موجود في كلمة (خرير)؛ وهنا جاءت النشوة لنصبَّ تِرياق القلم على صفحات الورق كخرير الماء العذب الذي تفتح له الأفواه لتعرف عذوبته!
نعم، هو كذلك. تذكرت السواقي وخرير المياه، وتذكرت كيف كانت الأيام الخوالي في قريتي الخالدة بتجليات الحياة الريفية وبساطة العيش، وجمال الطبيعة!

وهكذا دواليك، فمثل ما قرأت الحروف التي سبقته وكيف ربطها مع ما قبلها لاستنباط المعاني المختلفة والجماليات الفنية لميلاد الكلمات؛ فكان له أيضا – حرف (خ)- نفس النتائج مع اختلاف المعنى. وهنا نذكر بعض الكلمات، مثل ( أخ، أخت، بخت، بَخْ)، وفي هذه الكلمات تتجلى عظمة وجود الأخ والأخت في حياتنا؛ فَبَخٍ بَخٍ لك يا من لديك أخٍ وأختٍ صالحين، ويا بَخْتَ من استشعر وجودهما معه في الحياة! وربما يُسخر الله لكَ شخصًا من حيثُ لا تحتسب، يشُد عضدكَ، ويُشدُ به أزرك، ليرتوي جُدبك، وتُبصر النور من حولك، وتزهر به روحك وقلبك!

ولنا في هذه النزهة تتمة…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights