بناء شخصيات متميزة إبداعٌ في المؤسسات .. (الجزء الثاني)
غزلان بنت علي البلوشية
خطوات تعزيز الإبداع في المؤسسات:
1.تشجيع التفكير النقدي: يجب أن تحفز المؤسسات موظفيها على التفكير بشكل نقدي وتقديم حلول جديدة للمشاكل. يمكن تحقيق ذلك من خلال ورش العمل وجلسات العصف الذهني.
2.تقديم فرص التعلم والتطوير المستمر:
يتعين على المؤسسات توفير برامج تدريبية وورش عمل تساهم في تطوير مهارات الموظفين وتعزيز معرفتهم.
3.تبنّي ثقافة تشجع على تجربة الأفكار الجديدة:
يجب أن تتيح المؤسسات لموظفيها المجال لتجربة أفكارهم دون خوف من الفشل. الفشل يجب أن يُنظر إليه كفرصة للتعلم والتحسين.
4.خلق بيئة عمل مرنة:
بيئة العمل المرنة التي تسمح للموظفين بإدارة وقتهم ومسؤولياتهم تسهم في تعزيز الإبداع.
من خلال اتّباع هذه الخطوات وتبنّي أفضل الممارسات من الشركات الرائدة، يمكن للمؤسسات تعزيز قدرات موظفيها على الابتكار والإبداع، مما يسهم في تحقيق النجاح والتميز المستدام.
القيادة التحفيزية:
صفات القائد الملهم:
للقائد الملهم دور حيوي في تحفيز وتوجيه فريق العمل نحو النجاح والتميز. يجب أن يمتلك القائد الملهم الصفات التالية:
1.التفاني: القادة الملهمون ملتزمون بأهداف المؤسسة ومستعدون للعمل بجد لتحقيقها. إنهم يمثلون قدوة حسنة للآخرين.
2.التواصل الجيد: القدرة على نقل الأفكار والرؤى بوضوح للموظفين، وتقديم التوجيه المناسب.
3.القدرة على الاستماع: الإنصات لمشاكل واقتراحات الموظفين بعناية، مما يعزز الشعور بالانتماء والثقة.
4.تشجيع التفكير النقدي: يحفزون الموظفين على التفكير بطريقة نقدية وبنّاءة لحلّ المشاكل والابتكار.
كما قال نيلسون مانديلا، أحد أعظم القادة في التاريخ: “القائد العظيم هو الذي يمكنه أن يقود من الخلف، ويترك الآخرين يظنون أنهم في المقدمة.”
قصص نجاح:
يمكن استخدام قصص نجاح لقادة تمكنوا من بناء فِرق إبداعية كأداة تحفيزية للموظفين. على سبيل المثال:
قصة ستيف جوبز: تمكّن ستيف جوبز من تحويل شركة Apple إلى واحدة من أكثر الشركات إبداعاً ونجاحاً في العالم من خلال قيادته الملهمة. كان جوبز يعرف كيف يحفز فريقه للتفكير خارج الصندوق وتطوير منتجات ثورية مثل iPhone وiPad.
قصة شيريل ساندبرج: كمدير تنفيذي للعمليات في Facebook، لعبت شيريل ساندبرج دوراً مهماً في نموّ الشركة. كانت قيادتها الملهمة تعتمد على التواصل الفعال والتشجيع المستمر لفريق العمل، مما ساعد على خلق بيئة عمل إبداعية ومنتجة.
مؤشرات الأداء الرئيسية:
استخدام مؤشرات الأداء لقياس التقدم في تمكين الإمكانيات هو خطوة هامة. تشمل هذه المؤشرات:
1.معدلات الإنتاجية: قياس كمية العمل المنجز في فترة زمنية محددة.
2.مستويات الإبداع: تقييم الأفكار الجديدة والمبتكرة التي يتم تقديمها وتنفيذها.
3.رضا الموظفين: قياس مدى رضا الموظفين عن بيئة العمل والتطوير المهني.
هذه المؤشرات تساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطوير استراتيجيات مناسبة لتحقيق ذلك.
اعتماد استراتيجيات تحفيز إيجابية مثل:
1.المكافآت: تقديم مكافآت مالية أو غير مالية للموظفين المتميزين.
2.التقدير العلني: الاحتفاء بإنجازات الموظفين علناً، مما يعزز الشعور بالتقدير والانتماء.
قال هنري فورد، مؤسس شركة فورد موتور: “تجتمع الأجور والتقدير معاً لإنتاج تحفيز دائم ومستدام.”
التواصل الداخلي الفعال:
يجب أن يكون التواصل داخلياً مفتوحاً وشفافاً، مما يسهل تبادل الأفكار والمقترحات بين الموظفين. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
1.الاجتماعات الدورية: تنظيم اجتماعات دورية لتبادل المعلومات والتحديثات.
2.فِرق العمل: إنشاء فِرق عمل متعددة التخصصات لتبادل الأفكار وحل المشكلات.
قال جون سي ماكسويل، مؤلف وخبير القيادة: “التواصل الجيد يجعل الإدارة أسهل، ويعزز الروح الجماعية في الفريق”.
إنشاء قنوات تواصل لتبادل الأفكار مثل:
1.البريد الإلكتروني الداخلي: لإرسال الأفكار والمقترحات.
2.المنتديات الإلكترونية: لتبادل الأفكار والنقاشات بين الموظفين.
تقدير الإنجازات والاعتراف بها:
برامج التقدير:
تساهم برامج التقدير في تعزيز الروح المعنوية للموظفين. يمكن تقديم جوائز وشهادات تقدير للموظفين المتميزين مثل:
1.جائزة الموظف المثالي: لتكريمح الموظف الذي يظهر أداءً استثنائياً.
2.شهادات التقدير: لتقدير المساهمات الفردية والجماعية.
قصص النجاح الداخلية:
مشاركة قصص النجاح الداخلية تخلق جواً من الفخر والانتماء بين الموظفين. على سبيل المثال:
1.نشر قصص النجاح في النشرات الداخلية أو الاجتماعات العامة.
2.الاحتفاء بالإنجازات: خلال الفعاليات المؤسسية.
قال وارن بافيت: “تقدير الناس على عملهم يجعلهم يرغبون في العمل بجدية أكبر”.
في الختام، يمكن للمؤسسات تحقيق مستويات جديدة من النجاح من خلال قيادة تحفيزية، وتحفيز الإبداع، وتقدير الإنجازات. بتبنّي هذه الممارسات، يمكن للمؤسسات خلق بيئة عمل نابضة بالحياة تعزز من قدرة الأفراد على الابتكار والإبداع، مما يسهم في تحقيق رؤية مستقبلية مستدامة.
رسالة إلى الإدارة والقادة ورؤساء الأقسام:
أعزائي الإدارة والقادة ورؤساء الأقسام:
في ظل التحديات المتزايدة والمتطلبات المتطورة لعالم الأعمال اليوم، أصبح من الضروري أن نعيد النظر في كيفية إدارتنا وتوجيهنا للأفراد داخل مؤسستنا. إن بناء بيئة عمل داعمة ومشجعة لا يتوقف فقط على توفير الموارد والتقنيات الحديثة، بل يمتد إلى كيفية تحفيز وتطوير رأس المال البشري لدينا.
لقد ناقشنا في هذا المقال أهمية تمكين الإمكانيات وتعزيز الإبداع من خلال القيادة التحفيزية والتواصل الفعال. يتطلب تحقيق هذه الأهداف منكم كقادة، تبنّي استراتيجيات فعالة تشمل:
1.الاستثمار في تدريب وتطوير الموظفين :
يجب أن نضع في اعتبارنا أن التطوير المستمر للأفراد يعزز من قدراتهم ويعزز من قدرتهم على الابتكار والإبداع.
2.تعزيز بيئة عمل محفزة:
من خلال تقديم الفرص للتعلم، تشجيع التفكير النقدي، وتقديم التقدير اللازم، يمكننا خلق بيئة تسهم في تحقيق نتائج متميزة.
3.تطبيق مؤشرات الأداء:
يعدّ قياس التقدم بشكل دوري خطوة هامة في تحسين الأداء والتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة.
4.تشجيع التواصل الداخلي: التواصل الفعّال والمفتوح بين الفِرق يعزز من تبادل الأفكار ويسهم في حلّ المشكلات بشكل أسرع وأكثر فعالية.
5.تقدير الإنجازات:
تقديم التقدير والشكر للموظفين المتميزين يعزز من الروح المعنوية ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم.
إن النجاح المستدام يعتمد على قدرتنا على دمج هذه المبادئ في استراتيجياتنا اليومية. نحن في موقف يمكّننا من إحداث تغيير إيجابي حقيقي في بيئة العمل من خلال تطبيق هذه الأفكار بشكل عملي وواقعي.
بناءً على ما تم مناقشته، يتضح أن القيادة التحفيزية وتمكين الإمكانيات هما عاملان أساسيان لتحقيق التميز المؤسسي من خلال التركيز على تطوير المهارات، تشجيع الإبداع، وتحفيز الأداء من خلال تقدير الإنجازات، يمكننا تحقيق نتائج متميزة تساهم في نجاح المؤسسة ونموها المستدام.
إن هذه المبادئ لا توفر فقط إطاراً لتحسين الأداء الفردي والجماعي، ولكنها أيضاً تعزز من القدرة على التكيّف مع التغيرات السريعة في بيئة الأعمال. بالعمل معاً لتحقيق هذه الأهداف، يمكننا بناء مؤسسة قوية ومبدعة، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح في المستقبل.
نتطلع إلى تبنّي هذه الاستراتيجيات وتحقيق رؤية مؤسستنا من خلال تعاوننا المستمر وتفانينا في العمل.