“غافة القف”شجرة عمرها يزيد على مائتي عام في طيوي
إعداد : سعيد القلهاتي
هكذا عُرفت شجرة الغاف التي يزيد عمرها على مائتي عام بإسمها الشائع على ممر العصور في نيابة طيوي التابعة لولاية صور بـ”غافة القف”.هذه الشجرة المعمرة يحدثنا عنها الوالد أحمد بن سليمان بن سعيد الصلتي الذي يناهز الخمسة وتسعين عاماً من العمر – حيث يحدثنا عنها وعن الأغراض التي تؤديها خلال الحقب الماضية، ويقول أنها ليست شجرة كباقي الشجر، مستطرداً في حديثه .. قائلا : إنَ عمرها يزيد عن مائتي عام ، إذ أنه لما نشأ وشبَ وجدها على هذه الصورة، ذاكراً أنَ آبائهم حدثوهم عنها وعن عمرها وعما يمارس عندها من عادات وتقاليد ومشغولات.
وعن العادات التي تمارس عندها ذكر الوالد أحمد أنه كانت تؤدى عندها شتى أنواع الفنون والأهازيج الشعبية في الأعياد والمناسبات الأخرى، كما كانوا الشياب يقومون بممارسة مهنهم المعتادة كصناعة البارود وصناعة الحصر “حصر الرسل” وصناعة الصاروج “النورة” من خلال حرق “الحشو” التي يجمعونها من سيف البحر ومن ثم تُحرق بواسطة المهاب وبالتالي يُستخرج منها مادة النورة، وعن ممارسة البيع والشراء عندها قال أحمد بن سليمان الصلتي : على مقربة عيد الأضحى المبارك كانوا يأتون أصحاب الماشية من شتى القرى الجبلية لبيع مواشيهم “أضاحي العيد” ويتجمعون سكان قرى النيابة تحتها لشراء الأضاحي، وعن كون هذه الشجرة تُعتبر كاستراحة أو كمأوى لعابري السبيل يذكر أحمد الصلتي : أنَ عابري السبيل الذين يعبرون طيوي يتخذون من هذه الشجرة كاستراحة وكمأوى لهم لبرهة من الزمن تمتد ليومين أو ثلاث وتصل إلى أسبوع أحياناً يتزودون خلالها بالمؤن والماء ويبيعون ما يحملونه من مواد وأدوات، كما يقوم بعضهم من رجال ونساء بتقديم العلاجات الشعبية كعمل المساجات والكي بالنار ومن ثم يغادرونها.
هكذا حدثنا أبو سعيد عن هذه الشجرة المعمرة التي تعتبر أحد المعالم التاريخية في النيابة الشاهدة على قدم حضارة هذه البلاد، مؤكدا أنها ليست شجرة كباقي الشجر .. إذ تُعتبر أيضا كمقر لممارسة الحكم المحلي حيث يبرز تحتها موفودي الحكومة من أصحاب السمو وأصحاب السعادة والفضيلة ويتم خلال البرزة الفصل في بعض القضايا بين الأهالي.
هذه هي شجرة غافة القف المعمرة وهذا تاريخها وأغراضها المتعددة التي تؤديها، ولا تزال صامدة قائمة على أصولها إلى يومنا هذا أمام متغيرات مختلف الظروف المناخية على ممر العصور الغابرة.