استئناف الدوام مع البعض كابوس ومع آخرين راحة للنفوس
بقلم / خليفة بن سليمان المياحي
ما إن تنقضي عطلة العيد أو أي إجازة لمناسبة أخرى إلا وتسبقها التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها بين متذمر من استئناف الدوام وكأنه سيقبل على معترك خطير أو نفق مظلم لا يعلم نهايته، وللأسف ينجر الكثير بين ناسخ ولاصق لكل تلك التعليقات ولا يدري هؤلاء أن العمل هو في الأصل عبادة ننال منه الأجر والثواب الأخروي قبل الأجر الدنيوي، وأنها من النعم التي مَنّ الله بها علينا وحرم منها آخرون.
للأسف الشديد بات المجتمع يعلق ويسير خلف التعليقات حتى وإن كانت سلبية ولها انعكاسات محبطة وعبارات لا تخلو من السخرية والاستهزاء غير مبالين بعواقب الأمور.
أقول لمثل هؤلاء اشكروا الله على نعمة العمل واشكروه أن هيّأ لنا ولكم أسباب الحصول على الرزق الحلال؛ فهناك في العالم تكثر البطالة وتنعدم الأعمال وتقل مصادر الدخل فيتأثر الفرد والأسرة والمجتمع.
وأحيي ومن كل قلبي الفئة التي ترى في الإجازة تجديد للنشاط وتحفيز للعمل، وتستبشر بقدومه؛ ففيه خدمة للوطن وقضاء حوائج ومعاملات الناس وفيه الخير الكثير..
إن التذمر والتعليق الغير لائق أحيانا وكذلك الصور التي تنشر بأساليب لإيجاد الأعذار والحصول على الإجازات الإضافيه للهروب من العمل لا تجلب إلا الكسل والخمول وتعطي انطباع سيئ لشخصية الإنسان.
ونحن ولله الحمد الأمور لدينا متزنة ونمنح الراحة وقت الحاجة لها دونما طلب من موظف باعتبار أن الإجازة الأسبوعية وإجازة العطل للمناسبات إنما هي حق مشروع لكل موظفي القطاعين العام والخاص، وأنصح من الإنجراف وراء كل شاردة وواردة ولننتقي المشاركات الايجابية ولنجعل من العمل شعار للنشاط وطلب الرزق ولنستمتع بالإجازة وقت الحصول عليها فهذا هو الشكر على هذه النعمة، ولنتذكر الذين حرموا من العمل ومن مصادر الدخل لهم ولأسرهم ونحمد الله أننا نعيش في بلد حباه الله تعالى بنعمة الأمن والأمان فيسير الواحد منا إلى مسجده للعبادة بأمان ويذهب إلى عمله بأمان،مع كل التسهيلات والوسائل والاستحقاقات التي نتحصل عليها كل عام.
ولنبتعد عن النكت والألفاظ الغير مناسبة تلميحا أو تعليقا عن الدوام.
و لنبدأ يوم غد عملنا بإخلاص وتفان دون تذمر أو تأفف ففي ذلك بر بوالدين. الذين نحن سبب في جلب الرزق لهم ورعايتهم وبر بوطننا الغالي الذي احتضننا صغارا و أوجد لنا العمل كبارا، وبرا وطاعة وإخلاصا لسيدنا وولي أمرنا مولانا صاحب الجلالة الذي كان ولا زال همه الأكبر أبناء وطنه بمختلف فئاتهم .
دمت ياوطني عزيزاً وكريما
ودمت يامولاي في صحة وعافية
وإلى عمل متجدد ونشاط لا يعرف الكلل ولا الملل.