الثلاثاء: 29 أكتوبر 2024م - العدد رقم 2306
Adsense
مقالات صحفية

واقعة الوادي الكبير وتدارك الأمر…!

خليفة بن سليمان المياحي

لقد كان لحادثة الوادي الكبير وما أسفرت عنه من خسائر في الأراوح، والتي كان من بينهم أحد رجال الشرطة. لقد كانت حادثه كبيرة وغير مسبوقة، ولم تكن متوقعة لدى بعضنا على الإطلاق؛ وذلك من خلال النظر إلى الأمن والأمان الذي عاشه وطننا الغالي سلطنة عُمان طيلة الأعوام الماضية، بينما توقعها بعضهم بالنظر لمواقف السلطنة الواضحة تجاه القضية الفلسطينية ونأيها عن المشاركة في الحروب التي وقعت بين أطراف هنا وهناك فكان الحياد هو ديدينها والعمل لردء الفتن والإصلاح ورأب الصدع واحد من أهم الأهداف النبيلة التي كان ولا زالت وستظل على نهجها، وهو الأمر الذي لا يروق لبعض الأطراف الأخرى، والتي هي ضد كل هذه القيم النبيلة والأهداف السامية!

لقد قامت أجهزة الأمن بتوفيق الله سبحانه وتعالى باحتواء حادثة إطلاق النار بأقل الخسائر وفي أسرع وقت؛ وهو ما لاقى الإشادة الكبيرة، ففي ذلك إشارة إلى يقظة رجال أجهزة الأمن وسرعة تلبيهم للنداء، والتصرف الحكيم في مثل هذه الأحداث.

صحيح لقد راح نتيجة هذه الحادثة أناس أبرياء، وهم من الجالية الباكستانية، جاءوا إلى أرض السلطنة لطلب العيش وكسب الرزق لهم ولأسرهم، وشاءت إرادة الله تعالى أن تقضى آجالهم على أرض السلطنة، وفي ظرف استثنائي غير معهود على الإطلاق، كما كان ضحية الحادث أحد رجالات الشرطة الذي لبى نداء الواجب؛ فنال شرف الدفاع عن الوطن وضحى بأغلى ما يملك (روحه الزكية).

إن الحدث كان كبير.
لا أقول كبيرا قياسا بعدد الضحايا، فلولا تدخل الجهات الأمنية بشكل سريع لكان عدد الضحايا أكبر إذا ما قيس بأعداد الموجودين داخل المسجد وقت حدوث الواقعة، فمن لم يصبه الرصاص فإنه سيتأثر بالزحام والتدافع الذي يحدث نتيجة الخوف والفزع الذي لامس الجميع هناك. وأقول كبيرا في وقعه؛ كونه الأول الذي يحدث على أرض السلطنة، وهو الأمر الذي استنكره البعيد قبل القريب، ولم يكن معهوداً وقوع هكذا حوادث من قبل.

خلاصة الأمر، أن ما وقع أمر لا يستهان به؛ ولكنه في نفس الوقت كان تنبيها مهما لنا كمواطنين أولاً، وللجهات الحكومية والأمنية أيضاً، خاصة فيما يتعلق للبحث والتحري ومعرفة الاسباب الحقيقية التي أدت إلى ما حدث، وتتبع كل تفاصيل الموضوع، والعمل بأقصى سرعة للحيلولة دون وقوع أحداث مشابهة لا قدر الله، وأنني على يقين وبعون الله أنها الأولى والأخيرة، فلا شك أن الجهات الأمنية تعمل الآن ليل نهار لاستجثاث الأسباب من أصولها؛ ليظل المجتمع العُماني نقيا صافيا خاليا من كل ما يشوبه من فكر يضعف من معنوياته، ولتظل ثقته بربه عالية وقوية، وثقته برجال الأمن الذين يحرسون البلاد بأنهم على يقضة تامة، وعازمون على درء كل ما يمكن أن يكون سببا في خلخلة الأمن أو يقض من مضاجع الآمنين؛ وهي بمثابة دروس مستفادة نتعلم منها الكثير لنكون أكثر دراية ومعرفة بأحوال الجميع، بما فيهم أبنائنا الذين نحرص على أن نغرس في نفوسهم حب الوطن، ومن أحب شيئا كان حريا بأن يحافظ عليه والدفاع والتصدي عنه بأغلى الأثمان.

حفظ الله وطننا الغالي سلطنة عُمان، وأدام عليه نعمة الأمن والأمان؛ لنعيش في سلام واطمئنان طول الزمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights