2024
Adsense
مقالات صحفية

النوم المبكر والصحة النفسية

د. سعود ساطي السويهري
أخصائي أول نفسي

يُعدّ النوم آية من آيات الله، وبدونها لا يستطيع الإنسان مواصلة حياته ومعيشته، فهو بحاجة ماسّة إلى تحقيق الراحة والهدوء والدخول لعالم النوم بعد جهد وعناء ومشقّة؛ أملاً في استعاده قوته ونشاطه وتوازنه البدنيّ والعقليّ.

ومما لا شك فيه أن النوم المبكر يؤدي دوراً رئيساً ومهماً في صحة الفرد النفسية وحدوث التوافق النفسي، كما أن بين النوم المبكر والصحة النفسية توجد علاقة إيجابية متبادلة، فانتظام الأفراد على النوم مبكراً سنّة كونية أرسى قواعدها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد علّمه شديد القوى، وكان هديه صلى الله عليه وسلم النوم مبكراً في أول الليل بعد العِشاء، والاستيقاظ في الثُلُث الأخير من الليل، ولا ينام بعد الفجر، وقد قال ابن القيّم رحمه الله في “زاد المعاد: عن النبي صلى الله عليه وسلم: من تدبّر قومه ويقظته صلى الله عليه وسلم وجدّه أعدل نوم وأنفعه للبدن والأعضاء والقُوى، وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة.

أما عن النوم من الناحية النفسية فقد وجد المختصون أن النوم المبكر وأخذ القسط الكافي من النوم يحقق العديد من الفوائد النفسية بل والعقلية أيضاً للإنسان، ومن أهمها:
التخلص مما قد يصيبه من توترات وضغوط نفسية وأفكار سلبية تقوده إلى الغضب والتعصب، بل ويحسّن المزاج والمشاعر الإيجابية المشجعة على الاتّزان والهدوء والشعور بالتركيز والاستيعاب الجيد للأمور والمواقف، وينطبق على هذه الفوائد المثل الشعبي الشهير لقائله: “من زان نومه زان يومه”.

ولا عجب عندما نرى أشخاصاً يقدسون عاداتهم وتقاليدهم السليمة، حينما يأتي وقت النوم فإنهم يتركون وراءهم أيّ شيء من شأنه أن يحجبهم عن الولوج إلى النوم، وإذا ما تمعّنا طبيعتهم لوجدناهم أكثر هدوءً وعقلانية وحكمة ورويّة؛ وذلك لأن النوم المبكّر يمنحهم سِمات ومظاهر الصحّة النفسية والعقلية الإيجابية، كالتوافق النفسي والاجتماعي، والقدرة على اتخاذ القرارات، والتحلّي بالصبر والمسؤولية وتعزيز التعلم والذاكرة، وعلى العكس من ذلك فالنوم المتأخر يتسبب في ظهور فوضى واضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب والأرق واضطرابات الساعة البيولوجية، والذي يعود سلبياً على آليات عمل الدماغ الطبيعية، بل إن التمادي في ذلك قد يعرّض الإنسان للدخول في نوبات خلل عقلية وذهنية من هوَس وغيره؛ مما يضطره للعلاج والأدوية والمهدئات.

وباتّباع الأفراد لبعض العادات السليمة والبسيطة يمكن تحقيق الفائدة من نومٍ هادئ وصحة نفسية وعقلية إيجابية وهي كالتالي:
1- الوعي بأهمية النوم المبكّر وأثره النفسي الإيجابي.
2- الاستيقاظ مبكراً يشجع على النوم مبكراً.
3- جدولة النوم والالتزام بميعاده.
4- البُعد عن التفكير الزائد وتهدئة النفس.
5- ممارسة بعض التمارين الرياضية والاسترخاء.
6- توفير قدْر من البيئة المريحة والمظلمة والبُعد عن الضجيج.
7- الحفاظ على عدد ساعات نوم من سبع إلى ثمانِ ساعات يومياً.
8- تنظيم التعامل مع الهواتف الذكية والتكنولوجيا.
9- تنظيم كمية طعام مناسبة وبوقت كافٍ قبل النوم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights