إلى أن يأتي دوره
عبير بنت سيف الشبلية
نظر أمامه ورأى صفّاً طويلاً من الزبائن الذين ينتظرون دورهم للمحاسبة بقيمة الأشياء والمشتريات. ابتسم، إنها نهاية الشهر والجميع متحصن بالراتب الشهري. لذلك، فإن مستوى التذمر لا يعادل كمية تلك الأشياء.
ويبدو أن صفّ الزبائن لن يدوم طويلاً حتى يأتي دوره. من أمامه مليحة لا يخفى حُسن مظهرها وهيئتها الشامخة، أو حتى نظرة عينها المتطلعة نحو فجر جديد من حياتها.
ومن خلفه رجل لبق ظريف حاذق، لقد أجرى اتصالاً سريعاً، وقد اعتذر من أحدهم بوجود ظرف مانع، ويطلب منه تنفيذ مهمة من أجله.
تلفّت حوله، الكل غرقوا في أفكارهم، وأياًّ كانت الظروف إلا أنه لم يتجرأ يوماً بحشر نفسه في أمور لا تعني له شيئاً.
إلا أن هذا لم يمنع استراق النظر واستغراقه في تأملاته وما يدور من حوله.
كان متابعاً للمسؤول وهو يقوم بتأنيب الموظف بسبب ما ارتكبه من مخالفة، وزحمة الزبائن وتهافتهم لتجميع وتكديس المشتريات.
ولم يفق حتى انتبه لمن خلفه يطبطب خجلاً على كتفه يطلب منه إذن التقدم في الصف، مرحباً، أهلاً، ممكن؟ ثم أشار للأمام وأضاف بصوت خافت: أخي، لديّ موعد مستعجل ومن الضروري جداً أن أسرع حتى لا أتأخر. ابتسم بطيب خاطر متفهماً للموقف دون أن يطلب منه أن يخبره عن الحدث المهم، نعم تفضل، مفسحاً له المجال ليتقدم. وفكّر، لعله أمر يستحق.
إحساسه بالأمان ألذّ طعم لديه.
فكّر، انتظر، كل شيء يحدث في وقته وكثيراً ما أرى أشياء لا تعجبني، ولكني اعتدتُ أن أستمتع بحلاوة وجمال اللحظات ثانية بثانية.