2024
Adsense
مقالات صحفية

بين صفحات الحياة: تأملات قارئة

مريم الجابرية

لم أكن أعتقد أن قلب صفحةٍ من الورقِ قد يكون أمرًا يجعلني أتوقف لأفكرَ كثيرًا.
أنا أعيشَ مع القراءةِ مغامراتٍ تتجاوز حدودَ النصوصِ المكتوبةِ.
كان لديَّ موعدٌ جميلٌ مع كتابٍ مليءٍ بالفصولِ الشائقةِ. عند منتصفِ الروايةِ، أنهيتُ أحدَ الفصولِ وامتدت يداي بشغفِ عاشقٍ متلهفٍ لقلبِ الصفحةِ والبدءِ بفصلٍ جديدٍ.
لكن سيلًا من التساؤلاتِ أوقفَ تلك اللحظةَ!
ماذا لو تساقطَ الأبطالُ واختفوا من الفصولِ المقبلةِ؟ هل نملك دائمًا الخيارَ في أخذِ من نريدُ معنا إلى الجزءِ المقبلِ من الحياةِ؟
ماذا عن الذين تركناهم خلفنا؟ هل هم مجردُ عابرين؟ كتبوا حكاياتٍ معنا ونسيناهم هناك بعد أن قلبنا الصفحةَ؟
تنهدتُ قليلًا وعادت تلاحقني الـ”لماذا؟” مرةً أخرى.
ماذا عن شعورِ المنتصفِ؟
أنت متيقنٌ بأنك بدأتَ، لكنك غيرُ متأكدٍ من أنك ستكمل.
ماذا عن تلك المشاعرِ التي لا تجدُ لها تفسيرًا؟ هي لا تنتمي إلى أيٍ من الفصولِ؟ لا تعرف متى ظهرت ولماذا! وفي أي فصلٍ عليك تجاوزها.
آه، تكالبت التساؤلاتُ.
لكنك ستديرُ ظهرك، هذا مؤكدٌ! إنها عجلةُ الحياةِ، عجلةُ الكتبِ والصفحاتِ أيضًا! كل شيءٍ يسيرُ للأمام، لا يمكنك العودة إلى الخلفِ وتحسين ما تريدُ حسبَ مزاجك.
جاءني صوتٌ آخرُ من مكانٍ ما في رأسي وقال: اقلبي الصفحةَ.
دعي كل شيءٍ يمضي كما كُتبَ.
أكملتُ الرحلةَ، فلم أمتلكْ خيارًا سوى المضي قدمًا، فالوقتُ ينفد.
تداعت الفصولُ والأبطالُ والمشاعرُ، وشعرتُ بغربةِ البداياتِ الجديدةِ.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights