مهلا أيها المغرضون…!
خليفة بن سليمان المياحي
لا أعلم من الذي له مصلحة في تشويه سمعة الجيش العُماني، ولا أعلم الدوافع وراء الشائعات المغرضة التي لا يأتِ منها إلا نشوب الفتن وتأجج القلوب وخلق المشاكل بين الأفراد والشعوب، ولكنني أعلم عِلم اليقين أن بعضهم-وللأسف الشديد- يغار من الاستقرار الكبير والحياة الكريمة التي يعيشها أبناء سلطنة عُمان في ظل مجدد نهضتها المباركة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان / هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه -، بل ويغار من الصفات النبيلة والأخلاق السامية والسمات الجميلة الأصيلة التي يتحلى ويتصف بها أبناء وطني الغالي بما فيهم أفراد الجيش العُماني.
ولكن هناك -ولا أعرف من أين- من هم نفوسهم ضعيفة، وقلوبهم مريضة، وضمائرهم متعفنة، وصدورهم ضيقة، فيحاولون عبثاً النيل من زعزعة وأمن واستقرار هذه الأرض الطيبة التي حباها الله سبحانه وتعالى بتآلف قلوب أبنائها وحبهم لبعضهم البعض. وبما فيها من النعم الظاهرة والباطنة بفضل الله سبحانه وتعالى.
ألا فليعلم العابثون وليستمع إلينا المغرضون أن سلطنة عُمان سلطاناً وحكومةً وشعباً وجيشاً، وكل أطياف المجتمع؛ هم لُحمة واحدة متينة وصلبة وقوية، فإنْ جَدَّ الجدّ فإنهم متفقون على ضرب كل من يحاول تشويه سمعة بلدنا أو جيشنا أو أحد من أفراد هذا الشعب الأبيّ، الذي وصفه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالخُلق الرفيع والصفات الجميلة.
ففي أحد المواقف قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه حينما عاد إليه من إحدى القبائل شاكيا جفاء وغلظة وتعامل أفرادها، حيث قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (أمَا إنك لو أتيت أهل عُمان ما سبّوك ولا ضربوك)، وكأني أرى وأسمع حديث رسول الله متمثل في كل وقت وحين في بلدي؛ فالعدل والمساواة والحرص على الإنسان ديدن قائد البلاد حفظه الله، وكل المسؤولين فيها؛ فالرأفة والرحمة والعمل على راحة الجميع صنوان متلازمان لا ينفك الواحد منهما عن الآخر.
لقد ذُهلتُ للإشاعة المغرضة والمفبركة المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، يظهر فيها أشخاص وقد ظهرت على ظهورهم آثار التعذيب، قيل أنها تعذيبٌ من أفراد الجيش العُماني لعدد من أبناء جمهورية اليمن الشقيقة، فإن كان المتحدث مجنوناً؛ فليكن المستمع عاقلاً، فما بال بلادي – سلطنة عُمان- تسعى وبكل جديّة وبلا كلل ولا ملل لرأب الصدع وإيجاد الحلول لتهدئة الوضع في اليمن الشقيق ليعيش أبناؤها في أمن ورخاء، وما بالنا نرى – سلطنة عُمان- فاتحة حدودها لأبناء اليمن، وفاتحة أبواب مستشفياتها للجرحى والمتأثرين بالحرب منهم؛ فتأوي بعضهم وتعالج الآخرين، وتسعى لتقديم كل ما في وسعها من المساعدات الضرورية والإنسانية بشكل شبه مستمر، والأشقاء في اليمن يقرّون ويعترفون بعمق العلاقة بيننا وبينهم، ويعلمون علم اليقين أن -سلطنة عُمان- كانت وما زالت وستظل هي الحصن الحصين والمكان الآمن لأبناء اليمن الشقيق؛ فكيف بعد كل ذلك يأتي مغرضٌ ويعمد إلى تشويه سمعة الجيش العُماني ويصفه بأنه يعذب أبناء اليمن؟
ألا فليتّقِ الله كل عابث ومخرّب وصاحب فتنة؛ فسلطنة عُمان تنأى وتترفع أن تفعل ذلك مطلقاً، ومولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان / هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، كان وما زال حريصاً على حفظ حق الجوار كما كان سلفه من قبل السلطان/ قابوس -طيب الله ثراه – فلم تشارك سلطنة عُمان في أي أمر من شأنه زعزعة الأمن في اليمن؛ بل كان سعيهم الدؤوب وحرصهم المستمر أن يظل اليمن مستقراً لينعم شعبه بالحياة الكريمة.
اللهم احفظ وطني سلطنة عُمان من كل شر ومكروه، واحفظ أشقاءنا في اليمن وفي كل البلاد العربية.
وآخِر القول؛ الجيش العُماني حامي للوطن، ولم يكن يوماً من الأيام معذباً للبشر.