مقال : طناء النخيل
بقلم حمد بن سيف الحمراشدي. الرستاق
تراثنا في كافة ميادين الحياة الأجتماعية وغيرها زاخر بما يستحق الوقوف معه والإلمام بمكوناته وتفاصيله وهناك الكثير والكثير الذي يجب علينا كمجتمع أن نقف معه ونوليه الأهمية المستحقه.. وسأصحبكم في نزهة رائعة في موضوع شيق ألا وهو الطناء…
(ماهو الطناء؟)
“والبعض يرى كتابة الكلمة.. ( طنى) .. والطناء
هو أسلوب تسويق وبيع ثمار النخيل بين المالك والمشتري وسمي طناء ربما لأن البيع هنا لأجل ثمرة النخيل فقط وليس النخل ذاته (فيطني نخله) أي يبيع ثمره فقط.
والطناء له نكهة اجتماعية جميلة تبدأ في الإعلان عن موعد لبيع أوطناء نخيل فلان من الناس وهو الذي يأمر شخص متخصص في المناداة وسابقا يحدث مثل هذا النباء في الأسواق والمجالس العامة ويتخابر الناس لبعضهم البعض عن موعد الطناء وحينما يحضر المالك والناس الراغبة في ذلك يجتمعون في المكان وما أن يشعر المالك بأن الناس قد حضروا يأمر المنادي أو الدلال بالقيام بعمله.
المنادي هو نفسه الدلال الذي يقوم بالمناداة كل نخلة على حده.
في السابق يحمل المناد عود طويل كالعصا الطويلة وفي أخرها رمح حاد إلى حد ما ويضع ذلك الرمح على النخلة ويبدأ بالمناداة بمبلغ معين هو أو من حوله لقيمة ثمرة تلك النخلة ويضل ينادي بالثمن المطروح ومن الحضور يزيد في السعر وهكذا حتى يصل المنادي إلى سعر أخير لم يضف اليه من الحضور مبلغ أخر وبالتالي يرسوا البيع للأخير وهنا يظهر دور المالك بالموافقة على طناء تلك النخلة أو لم يوافق فأن وافق فعلى المستطني أن يدفع فورا ثمن ثمار النخلة التى تم طناءها أو يتفق مع المالك أن قبل يدفع أن يدفع له الثمن فيما بعد وهكذا من نخلة إلى أخرى دواليك.
والطناء أو هذا الأسلوب الجميل لم يقتصر على النخيل فقط أنما سابقا كان يشمل طناءالليمون أو العلف أو البرسيم أو أي شي آخر من المزوعات الأخرى والتى تصل لكميات جيدة يستدعي حضور الناس للشراء.
الشي الجميل سابقا هو ذلك الصوت المرتفع الذي يظهره المنادي وهو يعلم الناس أن وقت الطناء قد حان ويسمع من مسافة أقدرها بأكثر من مأتا متر دون أستخدام وسيلة لتكببر الصوت والبعض في العهد السابق يقال أنه يستخدم البرغام وهو عبارة عن تجويف لقرن حيوان كالثور مثلا وبطريقة تقليدية ينفخ فيه ويظهر صوطا عاليا جميلا ويمكن أن يخرج الصوت في أكثر من نغمه.
الطناء مظهر جميل في وقت القيض والقيض مصطلح يزمز إلى وقت ثمار النخيل..
والطناء يجب أن يكون عند أكتمال ثمر النخل أو الشجر وليس قبلا وهذا من الحرص أن الطاني والمستطني على بينة ووضوح ولا غش فيه ويرى بالعين المجرده.
هنا يحضرني أمرا مع انحسار هذه الصفة الجميلة وهذه السمة الأجتماعية الموسمية أن يحرص عليها الناس ولا تهمل ولا ننجرف في أسلوب المساومة حتى لا نضيع متعة الطنأ ونقل صورته للأجيال القادمه.
نقول للأعلام أين أنتم من توثيق من مثل هذه الفعاليات التي تنم عن أسلوب أجتماعي ويمكن أن يضاف إلى نفحات الترات أين أنتم من الواجب الذي ينبغي أن يكون في صالح المجتمع والأجيال القادمة على الأقل تبق كمعلومه…
… هذه رسالة إلى الوزارات المعنية والآعلام.