شكوى إضطرارية
أنس بن خميس المكدمي
اُصبُبْ عَلَى الكَأسِ أُخرَى تَمتَلِي كَاسِي
لَــيَــخرُجَ الــحُزنُ مَــمزُوجًا بِــأَنفَاسِي
شَــكَوتُ لِــلنَّاسِ جُــرحًا قَــد مُلِئتُ بِهِ
وَأَدوَمُ الــجُرحِ مَــا يُــشكَى إلى النَّاسِ
قَــالُــوْا : نُــعِــينُكَ فِــيمَا أَنــتَ رَاغِــبُهُ
وَهَــلْ مِــنَ الــنَّاسِ إَلَّا المُوجِعٌ القَاسِي
يَــا قَارِئَ النَّصِ هَلْ وُفِّقتَ تَشعُرُ بِي ؟
إِلَّا إِذَا فِــيــكَ إِحــسَــاسٌ كَــإِحسَاسِي
مَــا كَــانَ لِــلدَمعِ فِــي عَــينَيَّ مُــنحَدَرٌ
وَالــيَــومَ مُــنــهَمِرٌ دَمــعِــي كَــحَسَّاسِ
فَلَــيسَ مُوجِعَةٌ فِي العَيشِ قَدْ وُجِدَت
تُــدمِي الــقُلُوبَ وَمَــا مَرَّت عَلَى رَاسِي
وَكَـــانَ مُــعــتَقَدِي طِــفــلًا بَـــأَنَّ لَــنَا
فِـــي قَـــادِمِ الــعَيشِ أَيَّــاما بِــإِينَاسِ
لَــكِــنَّــهُ الــــدَهــرُ مَــفــتُــونٌ بِــعَــادَتِهُ
أَنْ لَا يَــرَى الــخَيرَ فِــيهَ غَــيرُ أَنجَاسِ
إِنْ قِــيــلَ : سَــعيُكَ لِــلأَحلَامِ تَــطلُبُهَا
شَــرطُ الــبُلُوغِ فَــكَمْ أَرمِــي بِأَقوَاسِي