تجسيدًا للشراكة المجتمعيّة “كلُّ عُمان” في رحابِ محافظة الدّاخليّة
نزوى – النبأ
تواصل وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 وبالشراكة مع المحافظات، لقاءاتها التي تجوب جميع محافظات سلطنة عُمان ضمن مشروع “كلّ عُمان”، والتي تحط رحالها في محطتها الرابعة بمحافظة الداخلية، وذلك تحت رعاية سعادة المحافظ الشيخ هلال بن سعيد الحجري.
تتضمن فعاليات اللقاء الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام عروضًا مرئية حول رؤية عُمان 2040 ومشروع كلّ عُمان، إلى جانب تسليط الضوء على أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة. وسيضم ورشًا تدريبيةً لكلِّ من منهجية التحسين المستمر لتبسيط الإجراءات، وكذلك استعراض المشاريع القائمة وإعداد خطط تنفيذية لها ومناقشة مخرجاتها.
وتعد منهجية التحسين المستمر “لين” منهجية معتمدة دوليًا تقوم على أساس تحسين بيئة الأعمال من خلال التغيير الذي يحدثه تطبيق المنهجية، والذي يمثل في إزالة الهدر من أي عملية أو إجراء يقوم به الموظف بغرض توفير أعلى قيمة، ويتم ذلك من خلال استهلاك أقل عدد من الموارد والاستفادة من مواهب الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل.
ونتج عن هذه المبادرة تنظيم العديد من الأنشطة المرتبطة باستخدام هذه المنهجية مثل مختبرات منجم لتبسيط الخدمات الحكومية.
كما سيتضمن البرنامج لقاءً بالشباب كونهم شريكا أساسيا في تحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية، مستعرضا أبرز الطاقات الشبابية التي تزخر بها المحافظة.
وأفاد سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية: “مع توجه سلطنة عُمان نحو تحقيق اللامركزية، وتحقيقًا لأهداف وتوجهات رؤية عُمان 2040، نعمل في محافظة الداخلية على تطوير وتنفيذ عدد من المشروعات التنموية والخدمية والبنى الأساسية؛ بما يسهم في دعم وتنمية اقتصاد الدولة وتلبية احتياجات المواطن، حيث تم التوقيع على عددٍ من الاتفاقيات في القطاع البلدي، منها رصف طرق داخلية بطول 58 كيلو مترًا في بعض ولايات المحافظة بلغت تكلفتها أكثر من 5 مليون ريال عُماني. كما أُسندتْ مناقصات المشروعات التنموية في القطاع البلديّ بقيمة إجمالية بلغت (5,245,832 ر.ع)”.
وأضاف سعادة المحافظ: “نسعى إلى بناء شراكة حقيقية بين مؤسسات المجتمع المدنيّ والمؤسسات الحكومية، لذا عُقِدَ مختبر الهُوِيّة البصريّة للمحافظة بحضور أصحاب السعادة ولاة ولايات المحافظة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلديّ ممثليْ ولايات المحافظة، وعدد من مديري العموم ومديري الجهات الحكومية، والقطاع الخاص والمهتمين بقطاع التراث والسياحة، ومجموعة من الأكاديميين وطلاب الجامعات ورواد الأعمال في المحافظة؛ جاء ذلك بهدف تعزيز الانتماء والولاء للمحافظة من خلال تبني هُوِيّة بصريّة تعكس الميز النسبية لها، عبر إشراك المجتمع فيها ومدّ جسور التواصل لتبني هُوِيّة بصريّة ترويجيّة تمثل محافظة الداخلية. كما عُقِدَ عدد من اللقاءات جمعت أصحاب السعادة ولاة محافظة الداخلية، رُصِدَ فيها احتياجات كل ولاية من الخدمات والمشروعات التنموية والإسكانية والاجتماعية”.
يشار إلى أن محافظة الداخلية تشهد خلال العام الجاري 2024، تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية ضمن برنامج تنمية المحافظات وبرنامج الموازنة الإنمائي، لتحقيق العديد من الأهداف والمرتكزات التنمويّة الوطنيّة وفق المعايير المحددة، حيث تتنوع هذه المشاريع لتلامس احتياجات المواطنين وفق أولويات حُدِدت سابقًا.
وبلغت عدد المشروعات التي يتم تنفيذها (43) مشروعًا بقيمة إجمالية تصل إلى 22 مليونا و283 ألف ريال عُماني، تتنوّع بين مشاريع رصف الطرق وإعادة تأهيلها وتطوير الأسواق وإنشاء الحدائق والمتنزهات العامّة وإضفاء اللمسات الجمالية.
وتبذل المحافظة العديد من الجهود لتطوير وتحسين خدمات البلدية في كافة الولايات؛ ومن ضمن المناقصات التي أسندت للمحافظة تصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في بعض الولايات؛ وهي: ولاية إزكي وسمائل وبدبد بطول 16.4 كيلومتر، وكذلك رصف بعض المخططات الصناعية بطول 10 كم، وهي مخطط الحندلي الصناعي بولاية أدم، ومخطط شافع الصناعي بولاية إزكي ومخطط ثميد الصناعي بولاية بدبد، كما أسندت الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف على ازدواجية طريق وادي غول والمنطقة التجارية بولاية الحمراء.
وشملت المشاريع توريد أعمدة إنارة بطريق أدم سناو بمحافظة الداخلية (المرحلة الأولى)، وتوريد برنامج مضاد الفيروسات لإدارة نظم معلومات.
يُشار إلى أن تصميم حديقة نزوى العامة جاء ليتناسب مع جميع الفئات العمرية ومستوحى من الطبيعة، مدموجًا مع وسائل الراحة مثل ملاعب الأطفال، ومرافق رياضية، ومناطق النزهات واللياقة، وساحات لمشاريع استثمارية. كما اشتمل التصميم على مساحة تتضمن بحيرة ونافورة، ومقاعد واسعة، وسوق للمنتجين، إضافةً لوجود “غابة للنزهات” تضم مسطحات ومقاعد للعائلات، وبيوتًا شجرية للأطفال؛ لخلق جوّ طبيعي يحاكي الغابة مما يوفر بيئة هادئة ومريحة لمرتادي الحديقة.
ويشتمل التصميم على حديقة طبية تعليمية تضم نباتات طبية تخدم الجانب التعليمي للمجتمع والطلاب. ولتعزيز النمو الفكري والتأمل وتوفير ملاذ هادئ يلبي احتياجات المجتمع الثقافية المتنوعة، فقد شمل التصميم على ساحة استرخاء ومكتبة وغيرها من المكونات الأخرى.
وأفاد عبد الله بن ناصر السعيدي مشرف برنامج المشاركة المجتمعية لرؤية عُمان 2040: “تفعيلا لمبادرات برنامج المشاركة المجتمعية، فإننا نسعى إلى زيارة جميع محافظات سلطنة عُمان، ولقد تمكنا حتى الآن من زيارة ثلاث محافظات، وهي البريمي وشمال الباطنة وجنوب الشرقية، وصولًا اليوم إلى محافظة الداخليّة بجملة من الأنشطة والفعاليات، مستهدفين بذلك الإدارات المحلية والمؤسسات الحكومية والخاصة لتحقيق الشراكة والتمكين اللازمين لمواءمة الجهود نحو تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، كما سنخصص جلسة للشباب لتعريفهم بأهم مستجدات مراحل تنفيذ الرؤية، أدوارهم فيها، والاستماع إلى مداخلاتهم وتلقي مقترحاتهم”.
وأكد السعيدي إلى أن البرنامج يواصل تحقيق مستهدفاته، حيث بلغ عدد المستفيدين من أنشطة وفعاليات وورش البرنامج حتى الآن أكثر من 1400 مستفيد.