الوعي المجتمعي
عبدالله بن فيصل الصعب
يُعرف الوعي المجتمعي على أنه الوعي والمعرفة بالمخاطر والمشكلات التي تواجه المجتمع بشكل عام، ويندرج ضمن هذا الوعي فهم ووعي الفرد.
إن التصرف السليم تجاه هذه المخاطر والمشكلات المختلفة في المجتمع من خلال الالتزام بالإرشادات والتعليمات والأنظمة والقوانين يساهم في الرفع من مستوى الوعي المجتمعي، إلا أنه عند عدم وجود وعي مجتمعي وعدم فهم لأهدافه ومقاصده والعمل به سيجعل من هذا المجتمع ضحية لانتشار المشكلات والمخاطر وتفاقمها في كافة المجالات فلا يكفي فقط وجود أنظمة وإرشادات وقوانين وحدها لتضبط سير الحياة اليومية بشكلها الصحيح بدون وجود للوعي المجتمعي من كافة أفراد المجتمع وبكافة شرائحه وفئاته فالتزام ولي الأسرة ورب العمل والمديرون والمسؤولون عن مهامهم ومسؤولياتهم المجتمعية ووعيهم بها يقود من هم في إدارتهم وتحت مسؤوليتهم للاقتداء بهم وأن يكونوا مثالاً يحتذى به ، وذلك يتجلى في الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم(كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته)، لذا فإن وعي الفرد جزء لا يتجزأ من الوعي المجتمعي بل هو ركيزته الأساسية، فبوعي الجميع يحصل التكامل وتتحقق المصالح العامة والخاصة للفرد والمجتمع.
وإن من أهم ما يعزز هذا المفهوم في المجتمع هو أهمية التوعية بين أفراده من خلال كافة الوسائل والطرق الممكنة انطلاقاً من الأسرة في البيت، والمدرسة، ومكان العمل، ومن خلال كافة الأنشطة المجتمعية الأخرى لكي تعمل على رفع المستوى في هذا الجانب بالشكل المطلوب، ويتضح ذلك جلياً في وقتنا الحالي وما تعاني بعض دول الخليج من حالات مطرية سببت بعض الأزمات والارتباك، وما بذلته وتبذله حكومات تلك الدول وجهاتها ومؤسساتها من خلال جهود حثيثة وتسخير كافة الإمكانات والجهود في سبيل التخفيف من الآثار والخسائر سواء البشرية والمادية والأضرار التي لحقت في البنى التحتية والتي تسببت بها الحالة المطرية، وما يلعبه الدور الإعلامي في رفع الجانب التوعوي بإطلاق الحملات الإعلامية والتوعوية بكافة الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة للوصول إلى وعي مجتمعي كامل حيال التعامل الأمثل مع تلك الأزمات.
وأخيراً أخي العزيز كن على قدر من الوعي والتزم بواجباتك تجاه نفسك ومجتمعك وذلك لبناء مجتمع واعٍ وآمن بإذن الله، ولا ننسى كلنا مسؤول. نسأل الله العلي القدير أن يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.