سالم الفزاري
إنتهت الفصول الشيّقة التي كانت تُُؤنس لنا أجواء رمضان في الأيام القليلة الماضية ، و جفّت تلك الرائحة التي تطيبُ لها النفوس لتترك لنا أثرَ رحمةِ الله على عباده في قلوبنا قال تعالى : *( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )* وما أجملها من رحمةٍ ، وأنتَ بين نفحات شهر رمضان الكريم فأتتْ سُقيا الخير لتروي لنا الأرض:
كشوقِ الليالي لضوءِ القمر
كعشقِ اليبابِ لقطرِ المطر.
*#منخفض_الغفران* والذي جاء في أشدّ شهورِ السنة حرارةً، وجفافاً ؛ إلا إنهُ جاء ليبرّهن للجميع إنّ رحمة الله واسعة ، و قريبة من عباده؛ فارتوت الأرض و جرَت عديدَ الأوديةِ في مختلف محافظات السلطنة في مشهدٍ نادر ، وقلَّما تجودُ به الأيامُ في نفسِ هذا الوقت من كلِ عام.
الحالة الجوية أتتْ في ظروفٍ نادرة من حيثُ التوقيت ؛ إلا أنّ ما أشعلَ شرارتها هو التسخين الحراري المُصاحب للمُنخفض الجوي، و توفر كميات عالية من الرطوبة في الأجواء ، وفوارق حرارية رأسية كبيرة في درجات الحرارة ، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المُساعدة ؛ مما أدّى إلى تجسد حالة جوية رائعة على أرض الواقع سيُؤرخُها الأرشيف بأدقِ تفاصيلها كحالةٍ جويةٍ مميزةٍ ونادرةٍ في ذات الوقت.
في أرض الواقع زمجّرت الرعود وسطَ لمعان البُروق ، وانهمر المطر بغزارة في محافظات السلطنة المختلفة ، وسجلّت محطات الرصد كميات عالية من الأمطار في بعض الولايات، وسالتْ العديدُ من الأودية والشعاب بشكلٍ كبيرٍ جداً، و امتلأتْ بعض سدود التغذية والحماية بكميات عالية من الماء، و تشبّعت الأرض بالماء في بعض الاماكن ، وتلطّفت الأجواء نسبياً، فلكَ الحمدُ يا ربنا على نعمة المطر ، ولكَ الحمدُ على كرمِ فضلك ، وسخاء عطائك على عبادك، اللهم لكَ الحمدُ حتى ترضى، ولكَ الحمدُ إذا رضيت، ولكَ الحمدُ بعد الرضا، ولكَ الحمدُ على كلِ حال ، وفي كل حين، اللهم لكَ الحمدُ حمداً كثيراً طيباً مباركا.
