رسالة إلى أبناء “قلعة العوامر”

سليمان بن حمد العامري
نقاء القلوب، أساس المجتمعات المزدهرة، وسواعد تبني بروح العطاء والتضحية.
وفي هذا المقام، إن قلعة العوامر تنبض الحياة بروح أبنائها الذين جعلوا من العمل والإخلاص رسالة حية. هي ليست مجرد مساحة على الخريطة، بل هي موطن للأبطال الذين سطروا قصصاً من العز والمجد، وتُعتبر محطة في مسار من لا يرضى إلا بالنهوض والمثابرة.
وجدير بالذكر أن تاريخ *قلعة العوامر* يعكس قوة لا تعرف الانكسار، وقيماً ثابتة لا يتزعزع معها البناء. في كل زاوية، وفي كل خطوة، يجد المرء دليلًا على أن الأبطال الذين نشأو هنا لم يتأثروا بالرياح العاتية أو الظروف القاسية. مثل النخيل الذي يرسخ جذوره في الأرض، يبقى هؤلاء الرجال دائمًا رمزاً للثبات والعطاء. أفعالهم هي شهادة حية على أن الإخلاص لا يتحقق بالحديث، بل بالعمل المتواصل.
وبطبيعة الحال، العالم يتغير بسرعة وتدور فيه الأيام بتحديات جديدة، يبقى الصدق في الانتماء هو المعيار الذي يقود المجتمع نحو القوة والازدهار.
وفي واقع الأمر، إن أبناء *قلعة العوامر* لا يتطلعون إلى الشهادات أو الأوسمة، بل يسيرون في طريقهم بثقة وعزم على أن ما يبقى من هذه الدنيا هو الأثر الذي يتركه الإنسان في مجتمعه، وفي الأرض التي احتضنته.
إذا ضاقت الدنيا وأوهنت الخطى
ففي الأرض دربُ للرجال سيُفتحُ
وإن غاب ضوء الشمس عنكم برهةً
ففي القلب نورُ بالصمود سيُشعلُ
هذه الأبيات تعكس تماماً ما يشعر به أبناء *قلعة العوامر* الطيبة. لا يتراجعون أمام أي صعوبة، بل يواصلون بناء المستقبل مهما كان الثمن. في الوقت الذي قد تضعف فيه الإرادة في بعض الأماكن، يظل هؤلاء الرجال هم من يحملون الشعلة ويشعلون الطريق للأجيال القادمة.
إن الأوطان لا تقاس فقط بما تملك من أرض، بل بما تحمله من روح وإرادة. وهكذا هم رجال *قلعة العوامر*، هم مثال حي للقوة والتصميم. كل جهد يبذل، وكل خطوة تُخطى نحو الإصلاح، هي لبنة تضاف إلى هذا البناء الشامخ، وهي جزء من التاريخ الذي يُكتب بأيدٍ مخلصة وأرواح صادقة.
قف شامخاً لا تنحني في دربكم
فالعزُ إن لم تحمله لن يُحملَ
واغرس هنا في الترب نخلاً راسخاً
ما انحنى ريحٌ وإن جفّت المهَلُ
هكذا يتبين أن الطريق إلى العزة لا يمر عبر سهولة الحياة أو راحة البال، بل عبر التضحيات والعمل المستمر الذي لا يبتغي صاحبه إلا أن يترك أثراً طيباً في مجتمعه. هكذا هي *قلعة العوامر* التي احتضنت الأبطال، وتظل شامخة بأبنائها الذين يسيرون بعزم، مستمدين قوتهم من القيم التي ترسخت من آبائهم وأجدادهم. سلامُنا لأرواح لمن رحلوا، سائلين المولى لهم جنات الفردوس العليا.
وفي الختام، إن التاريخ لا يُكتب بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي تبقى حية في ذاكرة الأجيال. تظل *قلعة العوامر*، بأبنائها المخلصين، رمزاً للوفاء والإخلاص. ومهما مر الزمان، فإن القيم التي يزرعونها رجالها ستظل راسخة في الأرض، تذكرنا دائماً بأن العزة لا تُمنح، بل تُكتسب بالصبر والمثابرة والإرادة القوية.