الخواطر

منخفض المطير

بدرية البطاشية

كانت ليلةً هادئة مليئة بالأمل وحُبّ العمل والشوق للمدارس بعد فرحة العيد السعيد.

قمتُ مع أطفالي نستعدّ للمدرسة، يومنا كان يوماً عاديّاً كسابق الأيام،
تناولوا وجبة الإفطار وودعتهم كالعادة بدعوة طيبة بأن أستودعتكم رب العباد، وأنطلَقوا لمدارسهم بحفظ الرحمن.
لم يكن هناك سوى القليل من السحاب المتناثر في السماء الزرقاء، ولا رشات المطر.
دقّت الساعة التاسعة صباحاً ولم تكن كعادتها، دقّت الساعة ودقّت معها نبضات قلبي وكأنها تخبرني بأن هناك حدَث قادم ومُصاب جلل.
بدأ المطر بالهطول، ولكنه كان سريعاً وقوياً جداً.
أظلمت الدنيا وأصبحت كوقت الغروب، وزاد اندهاشي بأن إضاءة الطاقة الشمسية بدأت تعمل كأن الليل قد حان.
دق ناقوس الخطر وبدأت الأمطار بالهطول بغزارة، والوديان كذلك جارفة.
ووصل القرار بأن حان وقت الطلقة، وسوف يخرج الطلبة من مدارسهم بالحافلات المدرسية.
يا الله! كل هذا حدث خلال عشرين دقيقة أو أقل من ذلك.

عندما نفكر في حافلاتنا المدرسية وكيف لها أن تجتاز الوديان الجارفة سوف تشعر بالخوف.
بدأتُ بالخوف على أطفالي، وانهمرت الدموع تلقائياً، وقلتُ: هل يا ترى سيعودون للمنزل سالمين؟
وشكرت ربي بأنهم وصلوا بعد معاناة.
بدأت الأخبار الحزينة تنزل علينا من كل جانب عن تأثيرات منخفض المطير من غرقٍ وفَقدٍ، والخسائر المادية كالسيارات وغير ذلك.
لا داعِ لذكرها في مقالي هذا لأنها متداولة في كل وسائل التواصل الإجتماعي.
رحم الله من مات، وشفى المصاب، وندعو الله بأن يعود المفقودون لذويهم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights