2024
Adsense
مقالات صحفية

ورحل مُحتسب الفلج

راشد بن حميد الراشدي

في هدوء وسكينة، رحل الوالد عبدالله بن محمد بن حمد الراشدي إلى بارئه، ورحلت معه تلك الابتسامة العفوية الفاضلة، والتي تحمل بين ثناياه طيب المعشر ودماثة الخُلق في تعامله معنا جميعا، رحل ورحلت معه ذكريات جميلة عاشتها أجيال في إشرافه على فلج بو منين في ولاية سناو ولعقود كثيرة؛ حيث كان مُحتسب مياه الفلج في حقوقها للبساتين التي يرويها حسب دور كل صاحب بستان ونصيبه من سقيا الفلج، حيث يوزع الفلج على مدار اليوم والأسبوع بطريقة معقدة قليلا لكنها منصفة.
رحل رحمه الله بسيطا، كما عاش بسيطا في هذه الدنيا الفانية، ولبنة جهاده أولاده وأحفاده الصالحين الذين نحتسبهم عند الله كذلك.
نسج الوالد عبدالله سيرته مع فلج بومنين من خلال عمله اليومي في بساتين سناو الغناء، وكان مجتهدا جدا، فلكل بستان كان له دور فيه أم لم يكن له دور فيه، واستمر عطائه منذ نعومة أظافره وحتى سنواته الأخيرة من العمر كنت شاهدا على تلك الحقبة من الزمن، وشاهدا كذلك على ذلك الجهد الكبير؛ حيث عايشته قبل سنوات وأنا في بداية الشباب معه ومع والدي رحمه الله عندما كنت أصحبهم ليلا ونهارا في سقي بساتيننا الخاصة، وكان هو مفتاح الماء في وقته المحدد لكل بستان.
رحمة الله تغشى عباده المؤمنين، وفي هذا الشهر الفضيل المبارك مع دعوات المحبين للمغفور له من أبناء ولاية سناو وهم يشيعون جثمانه بأعداد كبيرة يوم الخميس الفائت، والجميع يستذكر مسيرته مع فلج بومنين والخدمات التي قدمها للفلج طوال سنوات حياته، ولا نقول إلا ما يرضي رب العباد؛ ( إنّا لله وإنا إليه راجعون).

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights