2024
Adsense
مقالات صحفية

الصوم محفّزٌ للمناعة النفسية

د. سعود ساطي السويهري
أخصائي أول نفسي

إذا كانَ الأفراد يمتلكون جهازًا مناعيًا للدفاع عن أجسامهم ضد الفيروسات والالتهابات والبكتيريا وغيرها، فإنهم أيضا يمتلكون جهازًا نفسيًا يسمى بالمناعة النفسية ضد أيّ آثار سلبية وضغوطات نفسية ونوائب أو غيرها، وإذا كانت مهمّة الجهاز المناعيّ البيولوجيّ الدفاع عن الجسم فإن مهمة الجهاز النفسيّ المناعيّ الدفاع عن النفس، وإذا كان فيتامين (أ) أهم مضادات العدوى المناعية في الجهاز المناعيّ الجسميّ فإن فيتامين (م) المقاومة و (ر) الإرادة من أهم المضادات النفسية ضد السلبيات والضغوطات النفسية. كما أن (ص) يعني الصبر، و (و) يعني المواجهة، و (م) يعني المقاومة، وهي في مجملها جمع لكلمة صوم.

فالصّوم يُقوّي مناعة الصّائمين النفسية ضد الضغوطات النفسية، ويمكن القول بأن الصّوم له من الفوائد النفسية؛ بما يسمح بالحد من الوقوع فريسة الأمراض والاضطرابات النفسية؛ فهو يحفّز القدرة على تحمل الضغوط والغموض، وأحداث الحياة الضاغطة، وأساليب مواجهة الضغوط الحياتية؛ الأمر الذي نهايته استقرارا نفسيا وثباتا انفعاليا.

ووفقا للعديد من الدّراسات الطبية النفسية أنّ هناك فوائد للصوم من الناحية النّفسية في أنه يحفّز جهاز المناعة النفسية ضد الأرق والاكتئاب والقلق، كما أن الشعائر الروحانية والعبادة الجماعية والقرب بين الأفراد تحارب وتحصّن النفس ضد العزلة الاجتماعية، وتبعث على التفاؤل والمشاركة المجتمعية والتفكير الإيجابي في جو من البهجة والسعادة النفسية، ويكفي الصّوم شرفًا أنه يعطي الأفراد الفرصة للتغيير إلى الأفضل وترك عادات سلبية كالتدخين والإدمان على وجه التحديد، وهما من أكثر الأنواع التي أكدت الدّراسات على أثر الصوم في علاجها، وتهذيب النفس والسمو والارتقاء بها، وتغيير طرق التفكير والتدبر أثناء الصوم تجاهها، ورؤية الأحداث والأشياء بمنظور أفضل، كما أنّ الصّوم وما يتبعه من قيام الليل والتهجد يخلص من الاكتئاب ويحسن المزاج والانفعال؛ وهنا ندرك حكمة الخالق في تشريع فريضة الصوم للتخلص من العدوى النفسية، وتقوية المناعة النفسية، إلى جانب المناعة الجسدية وتحقيق الراحة النفسية، والقدرة على تحمل مشاق الحياة ومواصلة العيش بإرادة وسعي ونفس مطمئنة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights