رمضانيات اليوم الثالث والعشرون: افشوا السلام بينكم
خلفان بن ناصر الرواحي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،
فيا أيها المؤمنون الأتقياء، إن إفشاء السلام – إلقاء ورداً- هو من أعظم الأعمال وطرق الخير والصلاح التي أرشدنا إليها القرآن الكريم، وأرشدتنا إليها السنة النبوية، وهو من المعاني الإيمانية التي ظل الرسول -صلى الله عليه وسلم- طيلة حياته يرسخها في قلوب المسلمين. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ -[ النساء: 86]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنهم- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم). رواه مسلم.
واعلموا أيها المؤمنون الأتقياء، إنّ إفشاء السلام هو من الأعمال التي تقرب العبد من الله تعالى، وتزيد المحبة والمودة بين عباده، وتذهب البغضاء والشحناء من قلوبهم، ليعيش الجميع في أمن وسلام ومودة.
لهذا، علينا أحبتي في الله أن ننتبه لهذا الأمر وننبه عليه، ولا نستهين بتركه؛ فعلى كل مسلم أن يحرص على إلقاء السلام على أخيه وكأنه يقول له بلسان حاله: “عش آمناً مطمئناً، ولا تخشَ مني على نفسك وعرضك ومالك”؛ وهذا بدوره يحقق الأمن والأمان بين أفراد المجتمع المسلم، ولنحرص على اتباع هذا المنهج والأدب الرفيع؛ فهو ذكر لله تعالى، وهو من خير الأمور في الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). (رواه البخاري).
واعلموا أيها المؤمنون جميعا؛ إنَّ لإفشاء السلام العديد من الحكم والثمرات، ومن ذلك ما يأتي:
– يقوّي العلاقات بين الناس، وينشر بينهم الألفة والمحبة والتكافل، ويُزيل من قلوبهم الأحقاد والضغائن، ويوثّق عرى الأُخوّة بينهم.
– ميّزنا الله عزّ وجلّ نحن المسلمين بأفضل تحيّة، فجعل السلام بيننا شعاراً نتميّز فيه بين الأمم.
– أنه مدعاة لنشر الطمأنينة والأمان في البيوت والمجالس، خاصة أنّ في ردّ السلام دعاء للجالسين بالسلامة والأمن من المكاره. قال تعالى في سورة النور:{…فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}.
– إن إفشاء السلام وردّه مدعاةٌ لتوقير الإنسان واحترامه والتواضع له، ومدخلٌ من مداخل كسب مودّة الناس وصداقتهم؛ لأنّه يُشعرهم بأهمّيتهم واحترامهم.
– أنه سبباً لنيل الأجر والثواب العظيم، وسبباً لدخول الجنةِ، وهو من الأعمال الصالحة المباركة التي تقربنا إلى الله تعالى حسب ما دلت عليه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي أشرنا إلى بعضها أعلاه.
اللَّهُمَّ أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يعود السلام؛ فحيّينا ربنا بالسلام، وأدخلنا الجنة دار السلام، تباركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. آمين