في مستشفى الرستاق ..
مبارك بن سليمان المكدمي
خرج والدي من المستشفى بعد أن قضى فيه مايقارب أكثر من عشرة أشهر، تحمله تلك الأجهزة التي يصعب أن أصفها بالمساعِدة أو المتعِبة، لحظات بها خوف ومشقة وألم من الوضع الذي آل إليه حال والدي بعد أن توقف القلب عنده مما أدى إلى تلف في خلايا الدماغ، أو كما يسمى “بالغيبوبة”.
خرج أبي لكن ليس كما دخل، خرج من ذلك المكان الذي يعجز الفرد عن المكوث فيه ليوم واحد، استقر في أروقته بداية بقسم الحوادث والطوارئ مروراً بالعناية المركّزة ليخلد بقية الأشهر في قسم الباطنية.
لكن ما أدهشني في هذا الموقف وظيفة
“التمريض” وما يحمله العاملون في هذا المجال على عاتقهم من مسؤولية وصبر، هذه الأمانة العظيمة التي قلّ من يتحملها أو أن يستمر فيها. ولا يسعني في هذه اللحظة إلا ان أنحني إجلالاً لكل ممرض وممرضة ومضمد ومضمدة، أنحني له شكراً بكل ما تحمله الكلمة من معنىً لمن كان له دور _ ولو بسيط _ في مساعدة أبي ومساندته أو له بصمة في إنقاذ حياته، شكراً لتعاونكم وصبركم ووقفتكم المشرفة وابتسامتكم الجميلة وكلماتكم المحفزة وتعاونكم الدائم، شكراً لكم بحجم السماء.
لقد عشنا أياماً صعبة ومتعبة، صعبة في مرورها بين خوف ورجاء، ومتعبة في تفاصيلها من شفقة وحزن على أعزّ مخلوق على قلوبنا، لأننا نرى تعبه وليس في يدنا حيلة.
لكم الحب والتقدير من أسفل الهرم إلى أعلاه، ولكم الشكر والتقدير على التعاون وما حملتوه عنّا من تعب.