الرحمن عروس القرآن
د. حميد أبو شفيق الكناني
من أجمل السور ولعلها الأجمل، آياتها قصيرة، فيها طنين النحلة وحنين الناقة، وأنين الطفل ورنين العازف العارف، وكثرت فيها مفردات وردت فيها فقط ومنها:
الأنام، والأكمام، ونضاختان، و الفخار، والمارج، والثقلان، وشواظ، ونحاس، ووردة، وآن، وذواتا أفنان، وجنى، ومدهامتان، ومقصورات في الخيام، والياقوت والمرجان، وخيرات، ورفرف، وعبقري حسان، وذو الجلال والإكرام.
ومن خصائصها، أن الرحمن اسم السورة ، والرحمن آية بمفردها، وأن كلمة الرحمن متكونة من ثلاثة أحرف مقطعة ثلاثية (الراء وهو بداية لخمس سور، وثنائية “حم”، وهو بداية لسبع سور، وأحادية “ن” في بداية سورة القلم.
وفيها، ولعل هنا بيت القصيد أكثر تكرار ورد في القرآن الكريم، حيث تكررت آية “فبأي آلاء ربكما تكذبان” ٣١ مرة من أصل ٧٨، وهو عدد آيات السورة.
وورد اسم الرحمن في القرآن الكريم ٥٧ مرة حاصل ضرب (١٩×٣ )، ونصف عدد الرحيم المذكور ١١٤ مرة حاصل ضرب (١٩×٦) ورقم ١٩ من رموز القرآن، وفيها آية واحدة طويلة، وهي الآية رقم ٣٣، وهذا العدد من الرموز أيضاً.
وورد هذا الاسم في سورة مريم ١٦ مرة، بينما ورد لفظ الجلالة في نفس السورة ٨ مرات فقط؛ أي نصف عدد كلمة الرحمن التي جاءت مقارنة له في نهاية سورة الإسراء:{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ…}-[آية: 110]. ووردت مرتين في آية واحدة:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ…}-
[الفرقان: 60].
وقد كثرت الأقاويل عن أسرار هذه السورة وهذا الاسم خاصة، حتى وصفه بعض العرفاء باسم الله الأعظم، والله أعلى وأعلم.