د. سعود ساطي السويهري
أخصائي أول نفسي
هناك أعراضٌ لاضطراباتٍ جسمية منشأها الجوانب النفسية، وهي أعراض لاضطرابات نفسية تظهر في صورة أعراض جسمية غير واضحة السبب الطبي، وتسمى في العلوم النفسية بالاضطرابات السيكوسوماتية، وهي تغيرات تسبب التَّشوُّش والاهتزاز النفسيّ، كما تُسبّب تغيّراً في سمات الشخصية، وهذا بسبب التأثير المتبادل بين الجسم والنفس، ومن أمثلتها: الصداع النصفي والقرحة والقولون العصبي واضطرابات المعدة واضطرابات القلق وغيره.
والصومُ عودةٌ بالإنسان وجسمه الحيويّ إلى الراحة النفسية والجسمية، حيث الرّاحة لآلام المعدة، والقولون العصبي، وخصوصاً لهؤلاء الأفراد ذوي التعصب والعصبية المرتبطة بتهيّج الجهاز العصبي، فالصوم مع الوقت خَلاصاً للصداع الناجم عن الانفعال والتعرّض لمواقف نفسية، بالإضافة إلى تراكمات الغذاء في أعضاء الجسم المختلفة والدورة الدموية كذلك، وكل هذا وغيره وفقاً للأطباء النفسيين يحاربه الصوم بمشروعيته وفلسفته وآثاره في الجسم والنفس، وبالرغم من حدوثها في أعضاء الجسم إلا أن سببها الأصلي هو الجوانب النفسية، والتي يقوم الصوم فيها بدور كبير، والعقل السليم في الجسم السليم، بل والنفس السليمة.
فالصوم الصحيح الكامل والمكتمل الأركان له أثرٌ على الصحة النفسية، بل والصحة النفس جسمية للأفراد، فمتى كان الصوم مكتملاً غير منقوص وتمّ تأديته على أكمل وجه وتطبيقه على أعلى مستوىً؛ فإنه تتم الرؤية الحقيقية لأثره على النفس والجسم، كما أن الصوم يخفّض من الاضطرابات النفس جسمية كالصداع مثلاً من خلال فوائده المعروفة كزيادة عدد الصفائح الدموية وعدد كريات الدم الحمراء والبيضاء، وتحسين مستوى الكوليسترول الجيد وخفض الضارّ، وكذلك فإن للصوم فوائد على الأشخاص ذوي السمنة والنحافة من ذوي اضطراب صورة الجسم؛ من خلال تحقيق الوزن الذي يتبعه تحسّن في الحالة النفسية والتي هي نفسها قد تكون سبباً في زيادة الوزن من خلال النهم والشره العصبي، وكلاهما له تأثير نفسيّ جسميّ، كما أكدت العديد من الدراسات على أن الصوم يخفف من حدة أعراض القلق النفسيّ، فمع الصوم يشعر الأفراد بالراحة العامّة وراحة البال، والقضاء على ما يعكّر صفو النفس والجسم، والصوم يجلب تمام الصحة للإنسان بكل المقاييس الحيوية والطبية والنفسية.
