المواطنة والهوية العمانية

الزهراء بنت محمد الحرملية

المواطنة …
ليست مجرد صفةٍ تُمنح، بل عهدٌ يُعقد بين الإنسان ووطنه، قوامُها الولاء والانتماء المُطلق للوطن، وروحها الإخلاص والعطاء، وليست صفةً قانونيةً تُوهَب لمن وُلِد لأبوين عمانيّيَن، وإنما هي التزام راسخ يتجلى في الولاء الصادق لهذا الوطن العظيم.
تتجلى المواطنة في سلطنة عُمان في إخلاص الشعب لوطنه، وفي حرصه على صَوْن هويته العريقة، وفي الولاء للسلطان والوطن ، وفي أرواح العمانيين ، وفي رحابة صدروهم ، وحلم طباعهم ، وطيب محياهم ، وعراقة أخلاقهم ، ونبل سجياهم.

الهوية العمانية …
ليست مجرد إرثٍ ثقافيٍ عابر، بل منظومة قيم ومبادئ متجذرة في الوجدان تستلهم من ماضِ الأجداد لتُصاغ بها ملامح المستقبل.
وليست إرثًا جامدًا، بل كيانٌ حيٌّ متجدد يجمع بين الأصالة والحداثة، بين التقاليد العريقة وبين الانفتاح الواعي على العالم.
الهوية العمانية قصة ممتدة من أصالة تاريخها العريق، والهوية الإسلامية الراسخة، التي تتسم بقيم التسامح والإخاء، فتظهر في أرواح أبنائها نموذجًا فريدًا للتمسك بالمبادئ السامية دون تفريط في الأصالة ولا انغلاق عن معطيات العصر. إنها تلك الروح التي حافظت على نقاء العادات والتقاليد دون أن تنغلق أمام معطيات العصر، فالاعتزاز باللهجات العمانية ، والتمسك بها ، والفخر بالقومية العربية والولاء والانتماء لها، والتمسك بالعادات والتقاليد، واحترام القيم العمانية، ما هو إلا تجسيد لحضارة عمانية عريقة.

ظهرت أصالة الهوية العمانية في الشعب العماني بالفعل والعمل، وبالإسهام في نهضة وتنمية عمانية عريقة، وبصَوْن منجزات الوطن، والحفاظ على أمجاده وتاريخ، وبغرس القيم الوطنية النبيلة في نفوس الأجيال القادمة، فالوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه، والهوية لا تزدهر إلا حين تُحمى وتُصان، فعُمان بهويتها المتفردة، بشعبها الوفي، بتاريخها المجيد، وبحاضرها الزاهر، تواصل مسيرتها بثباتٍ نحو مستقبل مشرق يزدان بعزة الهوية وسمو الانتماء

الزهراء محمد الحرملية