إبراهيم بن علي الشيزاوي
ربما سمعتَ عن التجارةِ الاكترونية وحجمِ العائدِ الذي يأتي من ورائِها، أو لعلك تابعتَ إعلان اليوتيوب عن الرجلِ الذي اشترى قصراً وفراري خلال عامٍ واحد من أرباحهِ الضخمة التي حَصلَ عليها من تداول الفوركس، وقصةِ المال الذي لا ينمو على الأشجار بل ينمو مع أسهم أمزون!
بمثلِ تلكَ العبارات الخيالية كثيراً ما تتم عملياتِ النصبِ والاحتيال من قِبَل فاقدي الضمير – سواءً كانوا أفراداً أو مؤسسات – ليكونَ الضحية هم المساكينَ الذين يبحثون عن طُرقٍ للوصولِ إلى الثراءِ وإلى رفاهيةِ الأغنياء، وإن أحسنّا الظَّن فيمن يروج لمثل ذلك فإنه لا يعدو عن كونهِ تاجر يبيعُ الوهمَ بثمنٍ بخسٍ قيمتهُ متابعة وإعجاب وإشتراك من أجلِ استجلاب الشهرة حتى وإن كان ذلك على حساب هموم البسطاء.
من حقِّ الجميع أن يعيشوا حياةَ الرخاءِ ومن حق الجميع كذلك أن يطْمحوا للوصول إلى مستويات الإكتفاء المادي والثراء؛ إلا أنه لا بد من معرفة أمر وهو: أنه لا يوجد ثراء سريع غير مخطط له، ولا أحد يملك عصا سحرية أو وصفة المعجزة التي تأتي بالمليون دولار خلال عام واحد!
ووفقاً لدراسة أجراها باحثون في جامعة كوينزلاند الاسترالية، وقد شارك فيها حوالي ألف شخص مفادها: ” أن الرغبة العارمة للوصول إلى الثراءِ السريع قد تنقلب عكساً وتؤدي إلى الفقر، حيثُ أن هذه الرغبة قد تدفع صاحبها إلى ارتكاب أخطاء مالية جسيمة ومخاطرات غير محسوبة تعرضهُ لفقدانِ أمواله”. إضافة إلى ذلك أن هذه الرغبة العاطفية قد تجعل من صاحبها عُرضة لعمليات النصب والاحتيال.
إن الطريقَ إلى الثراء محفوفٌ بالكثيرِ من الصبر والتخطيط الواسع والتنفيذ الدقيق المنضبط، وقد يستغرق الأمر عشرات السنين من الإلتزام بالخطة المرسومة من أجل تحقيق هدف الحرية المالية، رغم أن الأمر لا يبدو سهلاً إلا أنه ليس بالصعوبة المستحيلة. وفيما يلي بعض الإرشادات العامة التي من الممكن أن تُساعد على تحسين مستوى الدخل، ومن ثم الوصول إلى الاكتفاء المادي والحرية المالية:
– لابد أن تدرك أن الثراء السريع مجرد وهم يُباع في مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تصدق كل ما تسمع.
– الفقر والغنى هي نتاج أفكار؛ فعليك تحسين جودة أفكارك من خلال قراءة الكتب المتخصصة بالمال؛ مثل الوعي المالي – الإدخار- القضاء على الديون- الاستثمار … وغيرها.
– تعلم مهارات جديدة قادرة على أن تخلق لك مصدر دخل إضافي مثل: الإلقاء والتحدث للجمهور، التصوير، المونتاج، كتابة المحتوى، البرمجة، مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي، وغيرها الكثير جداً من المهارات التي من الممكن أن تكون سبباً في إنشاء مصدر دخل إضافي.
– ادخر ثم استثمر في الأدوات الاستثمارية الآمنة؛ كالسندات الحكومية والإيداعات لدى البنوك والأسهم والعقارات والصناديق الاستثمارية؛ الأمر الذي سيخلق لك مصدر دخل إضافي متراكم.
ختاماً، بلا شك أن التجارة الاكترونية وتداول الفوركس والعملات الرقمية والأسهم فيه أرباح ومكاسب؛ ولكن ليس كما يصوره بائعي الوهم، فالتجارة فيها الربح ولا تخلو من الخسارة؛ عليه فإنه من المهم جداً أن نكون على قدرٍ كافٍ من الوعي حتى لا نقع في فخاخ النصب والكذب.
