تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

أكرموا المتقاعدين ولا تقزّموا إنجازاتهم

خليفة بن سليمان المياحي

في الوقت الذي نطالب فيه حكومتنا الرشيدة جاهدين وبشكل مستمر لتكريم (المتقاعدين) وترقيتهم، تطالعنا برامج التواصل الإجتماعي بمقاطع ورسائل تقلل من جهود هؤلاء وتهمّش ما قاموا به خلال السنوات الطويلة من أعمارهم وهم على رأس أعمالهم، وهذا وأيّم الله (لا يجوز).

مواطن بدأ العمل وعمره ثمانية عشر عاماً وانتهت خدماته ببلوغه من ستين عاماً، ثم تُنسَف اعماله وكأنها هباءً منثوراً.

فإذا كانت الحكومة الرشيدة (وفقها الله) وعلى رأسها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه –
وضعت هذا المواطن نصب أعينها وبالغ اهتمامها وأكرمت العاملين والمنجزين والمجيدين في خدمة وطنهم وسلطانهم ومجتمعهم، نجد من أبناء وطننا من يجعلون من ذلك المتقاعد مثالاً للكسل والخمول والقصور في الفكر والتلاعب بالوقت وعدم الاكتراث بشيء وكأنه (لا يجد ما يفعله) ويجعلون منه وكأنه عالة على الحكومة، وأنه لا يفقه شيئاً من الإدارة ولا الأعمال الموكولة إليه، وليس له دراية بأي عمل، بالله عليكم هل هذا إنصاف بحقهم؟ للأسف الشديد لقد انتقصت تلك المقاطع من حقوق المتقاعدين ووصفتهم بأوصاف لا تليق بهم وكأنهم طوال فترة عملهم لم يقدموا حسنة واحدة تشفع لهم، وكأنهم لم ينجزوا أي شيء. ولا أدري ما الذي يدفع من يتحدث عنهم بتلك الصورة في الوقت الذي يناشد فيه أبناء المجتمع حكومتنا الرشيدة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – بتكريم هذه الفئة لسابق عطائها وإخلاصها وخدماتها الكبيرة في بناء الوطن والمساهمة في الكثير من الإنجازات بمختلف القطاعات بالدولة، ليأتي بعد ذلك من بعض أبناء هذا الوطن فينسفون كل تلك الجهود وكأنها هباءً منثوراً.

وكان حريٌّ بهم أن يشيدوا بأعمالهم ويثنون على سابق فضلهم، فالمتقاعد هو ذلك الطبيب الذي عالجنا وهو ذلك المعلم الذي علمنا، وهو ذلك الموظف الذي خدمنا وأنجز معاملاتنا بكل تفانٍ وإخلاص.
خلاصة القول، فإني ومن هذا المنبر وعبر صحيفة النبأ أجدد المناشدة والمطالبة بمنح المقاعدين ترقياتهم (وهنا أقصد الذين أحيلوا للتقاعد دون رغبتهم وإنما لأنهم أكملوا ثلاثين عاماً وفق التوجيهات السامية التي صدرت آنذاك). وتكريم المتقاعدين السابقين وتقديم الحوافز والمميزات التي يستحقونها كونهم كانوا المساهمين منذ الوهلة الأولى في خدمة الدولة وكافحوا وبذلوا واجتهدوا مع بدايات عهد النهضة المباركة، وواكبوا التطور الذي حدث في البلاد خلال تلك الحقبة، بل وساهموا في وضع اللبنات الأولى من ذلك البناء الشامخ الذي نعيشه الآن ونتفيّء ظلاله ونستمتع بإنجازاته.

وفي نفس الوقت نطالب الجميع بأن يضع لهؤلاء المتقاعدين اهتماماً أكبر ومساحة واسعة من التقدير والاحترام، وأن نبتعد عن نشر المقاطع الساخرة التي تصور المتقاعد بأنه أصبح شخصاً لا يجد عملاً، وأنه محتار في وقته كيف يقضيه، إلى جانب الصور التي توحي بأنه بات قليل الفكر ،ضيق الصدر، إلى غيرها من المشاهد التي يصورنها لشخصه كيفما رغبوا وأرادوا.

ونأمل منهم الامتناع عن إرسال ما يشين أو ينقص من قدرهم أو يسبب لهم الحرج. فتحفيزهم للعطاء وإن تقاعدوا واجب، ودفعم للعمل مهم وإن انتهت مهامهم الرسمية، فعلاقتهم بالناس والمجتمع لم ولن تنتهي ما دام في أجسامهم رمق من الحياة.

وما يهمنا هو أن نواصل نداءاتنا لترقية وتكريم المتقاعدين، فإن ذلك يُعدّ كرماً وسخاءً من الحكومة الرشيدة، وهي صاحبة الفضل، كما تُعدّ إشادةً من أصحاب القرار بفضلهم وبسابق جهدهم إلى جانب أنها وقفة من قبل الحكومة لتحسين أوضاعهم ومعيشتهم وهو مطلب الجميع.

وفقنا الله إلى كل خير وإلى خدمة وطننا الغالي سلطنة عمان وسلطانه المفدى مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights