كريمة بنت سعيد السعيدية
تعد ظاهرة “النحت” في اللغة العربية استجابة لضرورة تداولية خطابية لغوية لمسايرة التطور الحضاري المتسارع، وهو أسلوب من الأساليب اللغوية الأصيلة في كلام العرب.
ومصطلح ” الهندرة” يعد أحد الأمثلة على النحت في اللغة، فهو مصطلح منحوت عن لفظي “هندسة” وإدارة”، وقد ظهر هذا المصطلح بداءة في أدبيات الإدارة بين عامي 1992-1993م، في كتاب (إعادة هندسة المنظمة) Reengineering the Corparation لصاحبيه مايكل هامر وجيمس تشامبي، ويمكن اختصار هذا المصطلح على أنه إعادة هندسة نظم العمل في المنظمات.
وحيث يشهد العالم تغييرات متسارعة في كافة المجالات؛ فهذا الأمر الذي ألزم المنظمات على اختلافها إلى تطوير أعمالها لمواكبة ذلك التغيير.
فالهندرة تُعنى بالبدء من الصفر، أي أنها لا تسعى للإصلاح أو الترميم فهي بداية جديدة دائما، أما عمليات التجميل الإدارية مع الحفاظ على البنى الأساسية فالهندرة بعيدة عنها كل البعد.
فالتخلي التام والبعد عن الترقيع هو ما يحقق هدف الهندرة، حيث أنها تركز على إعادة تصميم العمليات بشكل جذري بهدف تحقيق أهداف عظيمة من خلال إعادة التفكير الأساسي، وإعادة هندسة العمليات الإدارية بما يضمن للمؤسسة استثمار كافة مواردها ودعم أعمالها والانطلاق لمستقبل أكثر إشراقا.
وبتفصيل أكثر فإن الهندرة كمصطلح تشمل ركائز أربع هي:
1- إعادة التفكير: خلق الجديد وتجاهل القديم.
2- العمليات: الإجراءات الجديدة وليست الموارد.
3- إعادة التصميم: التغيير الجذري وليس الإصلاح والترميم.
4- النتائج: تحقيق توقعات عالية ونسف كل ما هو قائم سابقا.
وتمر الهندرة بمراحل عدة نوجزها في التالي:
1- مرحلة الإعداد والتمهيد: وفيها يتم التعرف على المشكلة واختيار فريق العمل والأهداف المرجو تحقيقها من الهندرة.
2- مرحلة التحديد: ويحدد من خلالها العمليات التي ستشملها الهندرة.
3- مرحلة التشخيص والتحليل: يتم من خلالها النظر للوضع الحالي لتحديد مواقع الخلل.
4- مرحلة إعادة التصميم: يتم فيها دراسة البدائل المتاحة وتصميم هيكلي جديد للمعلومات والاستراتيجيات.
5- مرحلة التطبيق: ويتم فيها التجديد ومتابعة التنفيذ وقياس النتيجة.
ويعود تطبيق “الهندرة” بكثير من الفوائد على المنظمات فهي تسهم إسهاما فاعلا في تحسين عملياتها، وأهدافها وتنمية مواردها البشرية.
إنها باختصار دعوة صريحة للثورة الإدارية الجديدة.
