تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مقال : الأحمدي لحن الشجن والعودة

مهنا بن صالح اللمكي

كل الأماكن تُنسى إلا التي سكنت روحك ، يقترب من خمسين عاماً على عودته إلا أنه لايزال إلى يومنا هذا لا يفتؤ يذكر الأحمدي وروايات عاشها في تلك البقعة مع الأصحاب والزملاء في العمل والغربة آنذاك، كانت نهاية رحلتهم خارج الوطن من أجل لقمة العيش ، ومنها جاءتهم البُشرى أن عودوا إلى عُمان حيث أشرق النور وجاء الفارس المخلص من الشتات والظلمة التي عاشها الوطن في جميع مجالاته وأدت إلى ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية دفعت بأبنائه إلى الهجرة خارجه متحملين كل الصعاب الداخلية والخارجية، هاجر الوالد إلى السعودية ثم البحرين، وكم حكى لنا عن البحرين وعينها العذبة (عذاري) التي تحيط بها النخيل والبساتين الوارفة، وكانت آخر محطة له أرض الأحمدي بالكويت وقد إنظم إلى إحدى شركات النفط كعمال مع مجموعة من أبناء عُمان، يتقاسمون الغربة ومرارتها والكفاح من أجل حياة أفضل رغم غموض المستقبل، اشتغل العمانيون في كل دول الخليج تلك الفترة، ومارسوا كل المهن الشريفة وكانت شاقة أو خفيفة وفي داخل المباني أو خارجها في الشمس الحارقة، لكنهم ظلوا محافظين على أمانتهم ومبادئهم وأخلاقهم النبيلة ويشهد على ذلك مواطنو تلك الدول إلى يومنا هذا، ولم تؤثر عليهم قسوة الحياة، بل استفادوا منها بعد عودتهم للوطن وكانو هم حجر الأساس في بناء النهضة الحديثة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه، وقد أدركوا قيمة حب الوطن والعمل، حيث كان ذلك الجيل يعمل بإخلاص في كل قطاعات الدولة تجدهم أشد الناس حرصا على مواقيت العمل واتقانه ومراعاة الضمير والأمانة.
لم تكن يوما الأحمدي نقطة سوداء لدى العمانيين كما يتصورها البعض، ولم تكن تلك الأعمال التي مارسوها أيا كانت، إلا وسام فخر لهم على تحمل المشاق والصبر على الصعاب، فحتى الأنبياء والعظماء عانوا في بداية حياتهم ومروا بتلك المراحل الصعبة.
رحم الله من رحل من أبناء ذلك الجيل المكافح وحفظ من بقي منهم، فحين كان يعرف الخليج بصيد اللؤلؤ وقيمته الثمينة تلك الفترة كان العمانيون هم لآلىء الحب وسفراء الأخلاق الحميدة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights