2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال : مواسم استثمارية

صالح بن خليفة القرني

قبل أن أتناول المواسم وقبل أن أحث على الاستثمار أريد أن أشير إلى أنني لا أزايد على الوعي ولا أزايد على الوطنية ولا أزايد على أي شي فقط لأنني بشر والبشر يعتريهم النقص والكمال لله وحده.

قبل ما يقارب العامين كتبت مقالاً عن النخلة بعنوان “كريمة رغم بؤسها” ولا زال ما يحدث للنخلة يزيدها بؤساً، ونحن على مشارف “الطناء” أي شراء ثمار النخيل رأيت أن أقترح مشروعاً لمحبي الزراعة وهو الاستثمار في الطناء، بحيث يخصص المستثمر مبلغاً لشراء ثمار النخيل ويبيعها وهذا مشروع موسمي مربح.

حين تبدأ مشروعاً فكن على ثقة أنك ستواجه صعاباً ومن جملة الصعاب في هذا المشروع، الربح السريع والمضمون الذي يفكر فيه أصحاب النخيل فغالباً ما تجدهم يبيعون ثمارهم بكاملها لوافد ( بنجالي ) أو مجموعة وافدين وفي الغالب لا يعطى صاحب النخيل مبالغه مباشرة،والتحدي الآخر عدم المقدرة على تسلق النخيل والطويلة منها خاصة، وربما حاجز الخجل الذي يستحكم عند بعض الشباب حول مسألة البيع والشراء.

فالتحدي الأول هو المبلغ الكبير الذي ستدفعه لصاحب النخيل ويمكن التغلب عليه باقناع صاحب النخيل بإعطائه المبلغ على دفعات وذلك بالتوسط مع معارفه، قد يقول قائل: وما الذي يجعله يثق فيك؟ فأجيبه الأمر ذاته الذي يجعله يثق في الوافد.

إن موضوع الوافد والثقة فيه وإعطائه الخيط والمخيط في المجتمع العماني سبق طرحه في أكثر من موضع، لذا فأنني طرحت هذه الفكرة لا لأنتقد العمال الوافدين فنحن لا نستغنى عنهم، ولكنني رأيتهم يزاحموننا في طناء النخيل فبعد أن قمنا من بساطنا فمن الطبيعي أن يجلسوا هم في مكان تُرِك فارغا، ويسيل لعابهم لأموال طائلة تركها البعض ولاذوا بالنوم.

أذكر أن مشادة كلامية حدثت أمامي في سوق الرستاق بين مواطن وعامل ( بنجالي ) رفض أن يبيع له الرطب بالسعر الذي رست عليه المزايدة فانفعل العماني وأرعد وأزبد، وقال: لا نقبل أن يأتي هؤلاء بالرطب للسوق ورد عليه الدلال حينها: “هينهم العمانيين هينهم لولا البنجالية ما جات حبة رطب للسوق ” أي يقصد أين هم العمانيون؟

قال الدلال كلمته بكل ثقة وبحكمة كبار السن وهو صادق فيما ذهب إليه، فاذهب أنت في الأيام القادمة لسوق الرستاق وستجد أن أغلب من يجلب الرطب هم من هذه الفئة.

يعلم الله أنني لا أحتقر هذه الفئة من العمال الوافدين ولا أزدري دورها المهم ولكنني أطرح فكرة لمن تستهويه النخيل وتسويق منتجاتها لخوض غمار التجربة الممتعة.

فبدلاً من أن نتباكى على نخيلنا التي باتت كما يقول البعض ” ما منها فايده ” ” خسارتها أكثر عن فايدتها ” أن نعمد إلا استئجارها ونصبح نحن من نملك المال ونعطي العامل أجر عمله ، اجلس مع من يعمل في هذه المواسم واستمع للأرقام التي تباع فيها هذه الثمار وكمية المبالغ التي يجنوها من هذا المورد الاستثماري الذي يزهده البعض وستعلم أن هناك مواسم نستطيع أن نستمثر فيها بأدوات استثمار بسيطة .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights