استثمار الأسهم ومنصات موثوقة
إبراهيم الشيزاوي
لَعلّ التفكير بامتلاكِ شركة بحجم جِنرال موترز الأمريكية او رائِدَيْ التقنية والابتكار (أبل ومايكروسوفت) أو حتى عملاق الطاقة والاتصالات في السوق المحليّ (أوكيو) و(عمانتل) ضرباً من الأحلام. وقد يوصِمُكَ البعضُ بالجنون أو أنك لستَ واقعياً ومنطقياً في التفكير، وقد تتلقى بعضَ النصائح بأنْ تَمُدَّ رجليك على قدْر لحافك في الوقتِ الذي تكونُ فيه قادراً على صنعِ لحافٍ أطول يناسبُ تطلعاتك في تحسينِ نمط حياتكَ مع توافر التسهيلاتِ المُقَدّمة من قِبلِ التقنياتِ الحديثة الذكية.
لم يعُد التَّملك في كبرياتِ الشركات أَمراً يختصُّ به الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال ِ الكبيرةِ دون غيرهم، فبعدَ تطور أنظمة المُلكية للشركات أصبحت الكثير من الشركات تتمتع بملكية مساهمة عامة، مما يعني أنها تطرح جزءً من حصصها في أسواقِ المالِ والبورصات على شكل أسهم، وهو ما يجعل التملك فيها أمراً مُتاحاً لِكلِّ مَن يرغب.
ما هي الأسهم؟
هي جمع لكلمةِ “سهم” وهي الحصة التي يشتريها كيانٌ ما، من شركة مساهمة عامة مُدرجة في البورصة، سواء كان ذلك الكيان يمثّل فرداً أو مؤسسة، بغرضِ التملك، الذي يتيح لحامل السهم الحق بالحصول على نسبة من أرباح الشركة وتحقيق عائد ماليّ مستدام.
كيف تستفيد من شراء الأسهم؟
تكون الفائدة من الاستثمار في الأسهم بأحد الأمرين:
الأول: توزيع الأرباح.
الثاني: ارتفاع سعرِ السهم.
وينقسم الأول إلى جزأين:
الجزء الأول: أن يكونَ الرِّبحُ على شكل ددفعات مالية تُحَدّد نِسبَتُها من قِبل مجلس إدارة ِ الشركة، مثلما فعلت شركة أوكيو مؤخراً في السلطنة، حيث قامت بدفع ما يساوي 6% من سعر شراء السهم إلى المستثمرين كعائد على استثماراتهم.
الجزء الثاني: تُفضِّل بعض الشركات دفع مكافآت للمساهمينَ على شكلِ أسهم إضافية، مما يعني أن المُساهِم سيحصل على حِصّة أكبر من ملكيةِ الشركة، وبالتالي فإنهُ يستطيع بيع تلك الأسهم – إن أراد ذلكَ – بضغطةِ زر على الهاتف لتتحول فائدة البيع إلى المحفظةِ الشخصية للمستثمر.
الأمر الثاني: يستفيد المستثمر من ارتفاع سعرِ السهم، حيث يُعتبر السهم أصلاً قابلاً لزيادةِ الطلب عليه، وبالتالي ارتفاعُ سعرهِ، ولعلّ أبرز مثالٍ على ذلك هو سهم عملاق السيارات الكهربائية “تسلا” حيث كان يُقَيّم – السهم – بسعر 2 دولار أمريكي في عام 2011 م، واليوم تجاوزَ سِعرُ السهم 180 دولاراً، أي أن سِعرَ السهم تضاعف 90 مرة، وذلك خلال 14 عام فقط.
ولكَ أن تتخيل لو أن أحداً قد استثمر في أسهم تسلا – في ذلك الوقت – بمبلغِ ألف دولار، هذا يعني أنه يملك الآن 90 ألف دولار.
وكذلك سهم شركة أبل: في عام 2011 كان سعر السهم يُتداول عند 11 دولار، واليوم عندَ كتابةِ هذا المقال بلغ سعر السهم 193 دولاراً، تضاعفَ السعر أكثر من 17 مرة.
وما خبر سهم أوكيو عنكم ببعيد، فبحسبِ صحيفة بلومبرغ فقد ارتفع سعر السهم أكثر من 14% في أول يوم تداول له.
مِنصّات موثوقة لتداول الأسهم:
للأسهم المحلية: تداول الأسهم في السوق المحليّ يتم عن طريق موقع أو تطبيق بورصة مسقط، وذلك بعد التسجيل في شركة مسقط للمقاصة والإيداع التي تُعتبر المشغّل لبورصة مسقط، وفي الحقيقة إن بورصة مسقط مقبلة على أنشطة استثمارية ضخمة خلال السنتين القادمتين وفق ما أعلن جهاز الاستثمار العماني عن نيته لطرح أسهم 5 شركات بحلول عام 2026، لذلك فإنه من الضرورة أن يكون لديك رقم مستثمر حتى تقتنص الفرصة فور وقوعها.
للأسهم العالمية: هنالك الكثير من المنصّات التي تعمل في سوق الأسهم العالمي، إلا أنني اخترت وسيطَين أرى أنهما محلّ ثقة وسهولة، وذلك بعد التعامل الطويل والمستمر إلى حدّ الآن ،وهما:
منصة بركة: وهي شركة إماراتية مرخصة، قامت بتطوير تطبيق استثماري يتيح للمستخدمين الوصول إلى الآلاف من الأسهم والصناديق الاستثمارية بسهولة، تخضع شركة بركة للترخيص والمراقبة من قِبَل سلطة دُبَيّ للخدمات المالية.
منصة رصيد: شركة إماراتية مسجلة لدى مركز دُبَيّ المالي العالميّ، وتخضع لرقابة وتنظيم سلطة دُبَيّ للخدمات المالية. وتوفر منصة رصيد العديد من الخدمات الاستثمارية، كتداول الأسهم والصناديق الاستثمارية، وكذلك العملات الرقمية، ولعلّ أبرز ما يميّزها هو عدم وجود حدّ أدنى للإيداعات، بحيث يستطيع الاستثمار كل من يرغب بالاستثمار دون مواجهة أيّ تحديات مالية في الحدّ الأدنى للتداول.
نصائح قبل دخول عالم الأسهم:
– سوق الأسهم ينطوي على مخاطر ، فلا بدّ من معرفة الشركة التي تودّ الاستثمار فيها ودراستها بعناية تامّة.
– كثيرة هي المنصات التي تُرَوّج لنفسها كوسيط لتداول الأسهم، إلا أن من بينها من يحتال على الناس، خصوصاً ذاك الذي يَعِدُ بالعائد الكبير والربح الوافر الكثير.
– اختر المنصة المناسبة والموثوقة.
– ضع خطة لاستثماراتك من حيث المدة والنوع، بمعنى هل هو استثمار طويل المدى؟ أو قصير مدى؟ وهل هو بغرض المضاربة أمْ بهدف تحقيق عائد مستمرّ؟ حدد ما تريد.
تُعتبر سوق الأسهم سوقاً ضخمة، فيها الكثير والكثير من الفُرص، إلا أنها لا تخلو من الاخفاقات، لذلك لا بد من دراسة السوق واختيار السهم المناسب لتحقيق الهدف المُراد.