نداء عاجل إلى شركة نماء لخدمات المياه والصرف الصحي..
درويش بن سالم الكيومي
إنّ الشركة العُمانية للصرف الصحي تتصدى للكثير من الظروف والظواهر الصحية والبيئية من خلال محطات الصرف الصحي المنتشرة داخل السلطنة، وارتباط بعض منها مباشرة بشبكة الصرف الصحي، وتعود الأسباب إلى أن مياه الصرف الصحي تلوث حوالي 80% من المياه الجوفية لسبب تسربها إلى المخزون المائي الحوفي؛ فهذه ظاهرة خطيرة جداً، وللأسف في بعض المواقع تجد آبار الري بالقرب من خزانات مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يسبب تلوث مياه الشرب وري المزروعات، ويتسبب أيضاً في انتشار العديد الأمراض بواسطة البعوض الناقل للبكتيريا وبعض الأمراض المزمنة، وتسعى الشركة جاهدة إلى توسعت شبكات الصرف الصحي على أن تصل ل (3500) محطة بحلول عام 2025م عندما تقوم الشركة بتنفيذ العديد من المشاريع المستقبلية في محافظة مسقط والمحافظات الأخرى. ومن المعلوم بأن عدد المحطات 63 محطة، وتقوم بإيجاد محطات الضخ والرفع بنفس المستوى لتصل أطوال شبكة الصرف الصحي ل (750 كم )، وشبكات المياه المعالجة إلى حوالي (680 كم).
ونأمل من الشركة الموقرة بأن تصل كل هذه المشاريع إلى ولايات محافظة شمال الباطنة، فهناك عدة أسباب تجعلنا نناشد ونطالب الشركة الموقرة في إيجاد الحل المناسب لنا، وإنشاء محطة متكاملة في منطقة البداية بولاية السويق، فمن المواقف الصعبة جدا والتي لا تنسى، هو قيام الشركة السابقة بتاريخ 31/1/2018م بإغلاق الحفرة الأساسية لمخلفات الزيوت والمغاسل والمطاعم لأكثر من عشرة أيام، مما زاد ذلك من عودة الصهاريح إلى المحطة الصغيرة التي لا تستوعب أكثر من 500 جالون، وتبقى في طابور منذ الصباح وإلى وقت المساء لفترت ساعتين حتى تفرغ الشحنة الواحدة، ولا يستطيع الصهريج للعودة إلا في اليوم الثاني، فبعد ذلك يأتي قرار آخر بنقل وتفريغ مياه الصرف الصحي إلى محطة السويق بسبب أن محطة الخابورة صغيرة، وفي المقابل ارتفعت أسعار نقل مياه الصرف الصحي ووصلت الشحنة الواحدة من 18 ريال إلى 25 ريال، فاليوم أصبحت المعاناة مشتركة بين المواطن المستهلك ومالك العقار وشركات نقل مياه الصرف الصحي؛ وطبعاً أصبحت التكلفة عالية جدا وربما أنها تتضاعف إلى 30 ريال. فنقل المياه مستمر إلى محطة السويق البعيدة، فعلى سبيل المثال نتحدث عن منطقة البداية ذات الكثافة السكانية العالية والمنشآت والأسواق والمجمعات التجارية، وهي تقع بين ولاية الخابورة والسويق أكبر ولاية في محافظة شمال الباطنة من حيث المساحة، ويصل عدد سكان منطقة البداية إلى (14.106) نسمة حسب تعداد 2020م، ويصل عدد الوحدات السكنية إلى ( 4،646) وحدة، وعدد المنشآت يصل إلى ( 2،476) منشأة، وتبعد عن مركز الولاية (36) كيلو، ويصل عدد القرى حولها (15) قرية؛ فكيف لنا أن نتخيل هذا العدد الهائل من السكان والقرى في هذه المخططات السكنية؛ فهي بحاجة ماسة جدا إلى نقل مياه الصرف الصحي إلى أقرب محطة للمعالجة، ولا يخفى على الشركة الموقرة بأن المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ناقش تلك الظروف والمعاناة، والمطالبة بإنشاء محطة للصرف الصحي بولاية السويق ومنطقة البداية ذات الكثافة السكانية العالية، وبعد المسافة كان هو السبب في ارتفاع أسعار نقل مياه الصرف الصحي، وذلك الارتفاع شكل عبئا كبيرًا على كاهل المواطن المستهلك، وخاصة لذوي الدخل المحدود أو أسر الضمان الاجتماعي والمتقاعدين، وغيرهم من فئات المجتمع الذين لا يستطيعون دفع ذلك المبلغ شهريا.
وخوفاً من هاجس التهرب، ربما قد يلجأ المواطن إلى فتح حفرة الصرف الصحي حتى تتسرب المياه إلى باطن الأرض، وهذا التصرف لا نتمنى بأن يحدث لأن سلبياته كبيرة وخطرة جدا في تسرب مياه المجاري إلى الآبار الجوفية، وبلا شك بأن تلك المياه تسبب في حدوث تسمم وأمراض للإنسان والحيوان والنبات، ونما إلى علمنا أنه في بعض الأماكن فحصت المياه ووجدت بها نسبة عالية من مشتقات المجاري، وإذا سقيت بها الأشجار تموت مباشرة لأنها بعيدة كل البعد عن المعالجة والفحص المخبري؛ فلا بد من التصدي لمثل هذه الظاهرة قبل أن تحدث.
فمن خلال هذا النداء إلى شركة نماء لخدمات المياه والصرف الصحي، فإننا نناشد بتخفيض الرسوم على صهاريج نقل المياه، أو تحديد سعر مناسب من قبل الشركة، وأيضا نأمل في إنشاء محطة للصرف الصحي بمنطقة البداية بولاية السويق في المستقبل القريب؛ وذلك بسبب بعد المسافة وارتفاع أسعار نقل مياه الصرف الصحي؛ فهناك أيضاً معاناة للشركات الناقلة في تكلفة الديزل ولا يستطيع كل صهريج إلا نقل شحنتين في اليوم فقط، فالمسافة حتى المحطة أكثر من 40 كيلو من منطقة البداية إلى ولاية السويق، فمثل هذه المناطق التجارية وذات الكثافة السكانية تستحق بأن تكون بها محطة للصرف الصحي، وأن تكون ضمن أولويات المشاريع المقبلة، ونحن على يقين بأن الشركة الموقرة ترصد كل الملاحظات والظروف والسلبيات التي يعاني منها المواطن في كافة ربوع السلطنة الحبيبة.
وفقنا الله وإياكم في خدمة وطننا الغالي سلطنة عُمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.