في أُذُنِ الجزائر
عبدالحميد بن حميد الجامعي
يا جزائرْ
أنت في عُمق الحواضِرْ
ها..
أتيناكِ من الشرقِ
…وللشوقِ
على القلبِ
جنودٌ وعساكِرْ
وله فيه وجيبٌ
يَتمطَّى
وله فيه دساتِرْ
يا جزائرْ
اثبتي
رغم العنا
رغم الدوائِرْ
اثبتي
لا تهلكي
منكِ
..وزيرا
أو سفيرا
أو فتىً
قد قامَ ثائرْ
انظري
ما أكثر البلوى
وكوني
أنتِ
في منأىً
لهاتيكَ النظائرْ
أبعدي عنكِ
اصطفافياتِ أعقابِ السجائرْ
وَحِّدي ما بين جنبَيْكِ
وقومي
وانفضي
…واحذري الحزبيةَ الحمقى
وهنَّاتِ الضرائرْ
أنتِ
من أنقى
ومن أرقى
ومن أتقى الحرائرْ..
افتحي عينيكِ
فالعالمُ وحلٌ
بين كذابٍ
وعَفَّاشٍ
وفاجِرْ
ضيَّعوا أوطاننا
بل… ضيعونا
عربا..
ما عادَ
فيها من مشاعِرْ
اثبُتي
لا تنحني للريح هاماً
ريحِ من يزعمُ
صدقا
أو يتاجرْ
أنتِ والشعبُ
على قلبٍ
كبيرٍ
..وحِّدوا ما بينكم
واجلوا السرائرْ
احذروا نشوةَ من يأتي
بعيداً
زاعماً حبا…
…فما أكثرَ
من يحملُ
سُمَّا وسكاكر…
اسمعوا للعدلِ فيكمْ
اسمعوا للعقلِ فيكمْ
اسمعوا الإنسانَ
في داخلكمْ
وهو يدعو اللهَ
“يا ربِّ الجزائرْ”..
اسمعوا… همسَ الضمائرْ
لا تعيروا أحدا من غيركمْ
يتلوا عليكمْ
لا تكونوا غَيْرَ أنتم وحدكمْ
لا تكونوا غيركم..
غير ما ترجوه أرضٌ وسماءْ
أخلصتكمْ
وغَذَتْكمْ دمَها
…حتى الرواءْ
أرضُ مِليونِ شهيدٍأ
رضُ مِليونَيِّ شاعرْ…