الأولويات في بناء الإنسان، قبل تشييد العمران
سليمان بن سعيد بن زهران العبري.
إنّ بناء الإنسان العماني وإسعاده ورفاهيته واستقراره وتثقيفه وتعليمه وتوفير مصدر رزقه وعيشه بما يتلاءم والحياة المعاصرة، بما فيها من عقبات ومشاكل وغلاء معيشة، لَهِيَ أهمّ الأولويات، وإن الجهود التي تبذلها حكومتنا الحكيمه لإسعاد الإنسان العماني كبيرة ومقدّرة وأصبحت ملموسة، وما كان ذلك ليتحقق لولا التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم المعظم حفظه الله، وحرصهُ الكبير لينعم أبناء شعبه بخيرات الوطن، وتنفيذاً لأوامر جلالته عكَف المعنيّون في حكومته الحكيمه ليل نهار حتى ظهرتْ بشائر الخير تِباعاً.
وإننا إذْ نقدّر تلك الجهود الجبارة التي أنجزت خلال وقتٍ قياسيّ أعمالاً أشاد بها العالم.
وإننا على ثقة تامة بأن الجهود متواصلة، لا سيّما للملفات الأهمّ والتي تشغل بال المواطنين وكلّ بيت عمانيّ، والتي هي أولى الأولويات، كملف التوظيف العاجل للباحثين عن العمل، والملف العاجل جداً جداً للمسرّحين عن العمل، وملف إلغاء أو تقليل استقدام الوافدين إلا للضرورة القصوى، إلا إذا تعذّر وجود مواطنين لتلك الأعمال، والملفات التي تليها التي تُسهم في الاستقرار العائلي وتأسيس أسرة تعيش بسعادة وهناء، وذلك بوضع قوانين تنظم الزواج بين العمانيين مع بعضهم البعض، والحدّ من الزواج من الخارج، وذلك بالتدخل الحكوميّ لعدم المغالاة في المهور، وعدم الإسراف، ليتحقق الهدف المنشود للاستقرار العائليّ بلا ديون لأجل الزواج، وفي نفس الوقت القضاء على أهم مشكلة اجتماعية وهي العنوسة التي انتشرت في كل بلدة من بلدات عمان.
ومن ضمن الحلول بعد إصدار القوانين والأنظمة لذلك أن يتزامن معها إنشاء صندوق الزواج للعمانيين، والذي سيكون له الأثر الإيجابي الكبير وانعكاساته لزرع الابتسامة في وجوه العمانيين ذكوراً وإناثاً.
وسلطنة عمان لا ولن يعمّرها ويبنيها ويسهر لأمنها وسلامتها إلا أبناؤها.
إن بناء الإنسان فعلاً أهم من بناء الجدران والتطاول في البنيان، وأهم من المراكز التجارية والثقافية بأنواعها. فحينما نهتمّ ونشجع على مواصلة التعليم العالي لأبناء الوطن، ونوفّر لهم بعد التعليم الأعمال المناسبة لهم، فهُم بدورهم سيعملون للتنمية الإقتصادية والثقافية وغيرها، وسيبدعون ويتنافسون في الإبداع، لا سيما إن كانت المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات النسبة الأعلى من موظفيها عمانيين، وأن جميع الوظائف القيادية من أبناء الوطن، فإن سلطنة عمان ستصبح حصناً منيعاً قوياً اقتصادياً وتجارياً واجتماعياًوثقافياً، وأن ثروتها تدور داخل البلد لتنمية وتطوير البلد، أمّا الأجنبي الغريب، فكل همّه التحويلات المالية للخارج بلا فائدة للوطن.
نحن العمانيين الأَوْلى بخدمة بلدنا، والأحقّ بتولّي قيادة أعمالها، ونحن الأحرص على النهوض بتنميتها وتطويرها. ومولانا جلالة السلطان هيثم المعظم وجّه ويوجه في كل المناسبات بأهمية راحة كل عماني ليعيش بعزّة وكرامة في وطنه، وأملنا كبير وقريب في تحقيق كل ما نأمله، ونسأل الله التوفيق والسداد.