أبى المَجْدُ
أبى المَجْدُ
أبى المجدُ إلاّ أنْ يكونَ بيارقا
لِمنْ جَعلَ الرّاياتِ تَعلو خوافقا
وقَرَّبَ بالإقدامِ بُعْداً وشاهقا
تدانتْ له الآمالُ غُدْوَاً وطارقا
عُمانُ لها التاريخُ قَصْراً مُشيَّدا
بُناةٌ مِنَ الأفذاذِ فيها تَسيّدوا
وسَنّوا فِعالاً في الزّمانِ وشَيّدوا
وما عَرفوا إلاّ السّدادَ وأرْشدوا
إلى حيثُ كان الحقُّ وهْوَ مؤَكَدُ
عُمانُ لها الإحْكامُ فِعلاً ومَشْهدا
مُسَوَّمةً للخيرِ تُلْفىٰ حُلومُهمْ
إلى كُلّ موْصولِ الفَلاحِ قُدومُهم
وقاصدةً تبغي الصّلاحَ عُزومُهم
تَأتّى بها الضّاري ولانتْ خُصومُهم
عُمانُ لها الميدانُ فَتْحاً مُجدّدا
لهُمْ صَوْلةُ الرأيِ الحكيمِ نَجابةً
ويَحْفونهُ بالعَزْمِ شَدَّ صلابةً
وليْسوا مع الإجْماعِ حاد غِوايةً
ولكنْ معَ الحقِّ اسْتَحقَّ شجاعةً
عُمانُ لها الإمْعانُ رأياً تَسدَّدا
ولِلعهْدِ مِنْهمْ بالوثوقِ تَعَلَّما
وللنُّبْلِ فِعْلٌ بالخصال تَقَدَّما
خِفافٌ إلى الدّاعي أهابَ ليَسْلِما
ثِقالٌ على الباغي تَعدَّى وأجْرَما
عُمانُ هي العُنوانُ حِصْناً تَنَجَّدا
تَراهُمْ إلى النّجْداتِ سَيلاً تّهَمَّعا
وإنْ حُدِّتِ الأنيابُ سَيفاً ومَدْفعا
وساقوا إلى الجيراتِ جَيشاً تَطوّعا
فغاثَ وأعطى بالجزيلِ وأوْسعا
عُمانُ لها النُّصْراتُ بأساً تأيَّدا
يَرصُّونَ كالبُنْيانِ صَفّاً وموْقِفا
وردّوا عنِ الأوطانِ شَرَّاً تَجدَّفا
وكمْ داهموا الأزْماتِ حتى تَنَكَّفا
وفي كُلِّ حَولٍ ما اسْتداروا تخَوُّفا
عُمانُ هي البيتُ الرّفيعُ تَعَمَّدا
قناديلَ ساروا للمَعالي وأَسْرُجا
يُقيمون شَرْعاً بالهدايةِ وُشِّجا
ويحْمونَ تَخْتاً بالعدالةِ أُسْرِجا
فقادوا مَسيراً بالخَلاقِ مُدَجَّجا
عُمانُ لها الإحسانُ فضْلاً تَعَدّدا
ومِنها رياحينُ السّلامِ تَنَسّمَتْ
وهَبَّتْ رياحاً للأنامِ فبَلْسَمَتْ
قِفارٌ مِنَ اللفْحاتِ عانتْ ووُسِّمَتْ
فجادَ بها الإيراقُ حينَ تَبَسّمتْ
عُمانُ بها الإسْعادُ دَهْراً تَوَلَّدا
تُؤدّي خيوطُ الشّمسِ مِنها نَوافِلا
تَسيرُ حثيثاً بالضّياءِ رَواحِلا
تُضيءُ البلادينَ اسْتنارتْ شَمائلا
فَتَنْمو وتَسْمو بالحياةِ رَوافلا
عُمانُ هيَ الإشْراقُ نوراً تَسرْمَدا
أَداري أذوبُ الحُبَّ فيكِ مُعَلَّلا
وأَقْسمُ أوْقاتي لِذا الحُبِّ أوَّلا
وأَكْشفُ وَجْدي بالقصيدِ تأمُّلا
وفي كلِّ حُسْنٍ مِنْ رُباكِ تجلَّلا
عُمانُ هي الواحاتُ ظِلاً تَورَّدا
بلادي بمِحْرابِ الهوى فيكِ أرْكعُ
وأسْجُدُ أتْلو الآيَ همْساً وأخْشعُ
أَبيتُ وأغْدو مِن حُروفكِ أسْجعُ
وحُبُّكِ طَوْقي والقِلادُ مُرَصَّعُ
عُمانُ دُعاءٌ في السّماءِ تَرَدّدا
لِبَحرِكِ لوْنٌ كالنُّجومِ مُؤَشَّرُ
إلى كُلِّ مُرتادِ الأَعالي مُسَيَّرُ
ويَحْفظُ بَصْماتِ الرِّجالِ تَخَيَّروا
رُكوبَ المعالي بالشِّراعِ فأبْحَروا
عُمانُ بَلاغٌ بالعَطاءِ تَخلَّدا
سفينُكِ جابَ الأرضَ بالخيرِ والنّدى
وصِيتُكِ عَمَّ الكوْنَ سارَ على الهُدى
لَئِنْ شَرُفَ الحُمّالُ قَدْراً وسُؤدَدا
فقد نَشَروا الإسلامَ آياً ومَسجِدا
عُمانُ بيانٌ والصّراطَ تَقصَّدا
سِجِلُّكِ في الآدابِ شَعَّ وأزْهَرا
وفي كلّ أركانِ العُلومِ تَدبَّرا
ذخائرُ تُعْنىٰ بالسُّؤالِ تَسطَّرا
وأُخرى تُوافيكَ الجوابَ تَيَسَّرا
عُمانُ كتابٌ إذْ تُريدُ تَرَشّدا
أََأَهْلي دُعِيتُمْ والجبالُ طِوالُها
أَجَبْتُمْ ورُخِّيْ للنُّفوسِ حِبالُها
ضرَبْتُمْ بها اليُمْنىٰ وثَنَّىٰ شِمالُها
فتِلْكَ هيَ الوِدْيانُ فاضَ سيالُها
عُمانُ رِجالٌ والمَضاءُ تَهَنَّدا
وهيثمُ سلطانٌ يقودُ ويُوعِزُ
وتَأتِي له الطّاعاتُ تَقضي وتُنْجِزُ
ولِلباذِلينَ الجُهْدَ سَعْيٌ مَبَرَّزُ
وما جيءَ في الإقدامِ أمرٌ فيُعجِزُ
عُمانُ لها الأمثالُ عَزْماً تَفَرَّدا
وهيثمُ مَنْ خَطَّ القَرارَ وَسائلا
وجابَ يُقيمُ الأمرَ بالخير كائلا
وقد عمَّ منْهُ الفضْلُ سهْلاً وساحلا
وكلٌّ غدا مِنْها ” الحِمايةِ ” نائلا
عُمانُ هي الإنسانُ نُبلاً تَقلَّدا
وهيثمُ إنْ عَلّتْ أُمورٌ يسوسُها
وقد بدَأَ التّسْنينُ مِنها وسُوسُها
وإنْ بَلغَتْ شَدّاً ونَبَّ ضروسُها
فراحَ بها كَسْراً فزالَ كَلوسُها
عُمانُ هي الإصرارُ لأْياً تَوَعّدا
وقَوْمي عُلاةٌ في الزّمانِ مَطالباً
سُراةٌ حُماةٌ للحقيقةِ واجبا
رُعاةٌ لما ينْوونَ قلْباً وقالباً
كرامٌ عِظامٌ لا يُنالونَ جانبا
عُمانُ هي الهاماتُ قَوْماً وسيّدا