الفستان الأزرق
شريفة بنت راشد القطيطية
أبي الغالي ..
ستجد تحت الأنقاض
أنفاس ذكرياتنا ..
وستحل على الركام آهاتي
وستجد تحت الردم
فستاني الأزرق ..
مملوءا بوهج الحب
ادخرته .. لتتذكر ابتساماتي
أتذكر عندما جِئتَ به ..
في عيد ميلادي
أتذكر ؟..
كنت أرتديه ليمر العيد
على هيئة المطر
أبي الغالي ..
ستجد تحت سريري المهدم ..
مجموعة ألعابي
وبعض رسماتي
وستجد خلف جدار البيت إن وجد
قطتي ..
أخبرني ..
هل ما زالت تموء
وهل ما زال صوتها ..
بين خفقاتها رغم الخطر
أبي الغالي ..
سقفنا ينزف غصة
والجسد ينزف دما ..
والروح تنزف زهقا
منذ أن ضاق تشرين ذرعا ..
وقوالب الإسمنت عارية
ومخطط المباني سراب
إن توغل القصف تلاشى
والبحث عن ناجين انحصر
أنا روح ..
قيدت كل الدمار كي لا يمزقني ..
أنا شهدت العار مختالا في أشلائنا
ويد الخذلان تطالنا
الفستان الأزرق يتحدث الآن
حُجبت في خزانة من نور ولم أقتل ..
أنا التذكار ..
حين عين أبيك تشتاقك
وتبللني دموعه ..
ويجلس مذهولا ..
فوق حطام المباني
ويمر فوق جفنيه الحذر