عبير بنت سيف الشبلية
في مكان اتّسع وخلا ورُفعت الحواجز منه، همست:
أفضّل الاحتفال بنفسي كل يوم على أن ألتزم بتاريخ مسبق من العام، ولقد هامت مشاعري بخاتم جميل، يشبهني بأدق التفاصيل، واخترت أن أهديه لنفسي. عوالم الفرح أربكتني مثلما اكتفيت بالصمت حينما حدثتني بتردد وقلق:
الشبه كبير ما بينه وبين خاتمي المفقود.
كدتُ أن أشكّك بحديثها المزعوم، لولا نظرة عينيها المترقبة، وكأنها تنتظر ما يحصل لها من فرج أو مكروه.
أخذت نفَساً، وبهدوء نزعت الخاتم من إصبعها، ثم وضعته في يمين الأخرى التي أشرقت معالم وجهها سعادة وبهجة.
…….
الكثير من المهام التي لم يُكتب لها عقد، وانتهت قبل أن تبدأ.
كادت أن تلف يمينه، تقدم ثم تأخر مرات ومرات، لم يهدأ له بال، أخرج بعضاً من غضبه، عاتب نفسه، استراح قليلاً، ثم عاد اللوم عما كان يفعله، أوشك أن …. إلا أنه يشعر بنور متوهج في أعماقه، ويدفعه للتقدم، حتى محاولاته الحذرة باتت متربصة، لم يعرف كيف؟ ومن أين له؟ إلى أن تفاجأ يوماً بأنه في وسط الزحام، ولم يُصب بأذى، وأن تدافُع الناس وغيرهم لا يمنع تحيّن الفُرص الجريئة.
