2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال : أهلا رمضان

عبدالله بن حمد الغافري

تمر الأيام وتنقضي الشهور وتمضي السنون وتتنقل بنا الأزمان من حال إلى حال ويبقى الإنسان بين حالين إما الإحسان واغتنام الفرص ورياضة النفس على طاعة الله ورسوله والعمل بشرعه واتباع نهجه أو ضياع العمر بين الغفلة والفتور والتسويف وبين لصوص العمر ممن يرون الخطر في استقامة الناس على قداسة الحق وعظمة الإسلام *”وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا”*!! فيضيع عمر هذا المسكين بلا عمل ولا كسب حتى إذا انقلب الى معاده وجد الله تعالى عنده فوفاه حسابه..

اخي المسلم أختي المسلمة لنفيق من غفوتنا ولنصحو من غفلتنا ولننفض عنا غبار الزوابع والصقيع والعواصف الهوجاء فما نحن إلا مروج خضراء بالإيمان يانعة بثمار اليقين بالله سبحانه فلماذا نسمح لغيرنا بابتزاز حصتنا في الحياة ..? !

رمضان المبارك أقدم علينا بخيراته وبركاته بنظامه وعباداته؛ أجر تكفل الله تعالى وحده بتقديره *(الصوم لي وأنا أجزي به)* انها فرصة العمر لتعويض ما ضيعته أقدار اللهو والغفلة .. فرصة لمراجعة النفس وإيقاظ الضمير ..
أحبتي في الله .
القلوب الكبيرة هي التي تعرف لكل شيء قدره وتضع الوزن الحق لما حولها.. ورمضان غني عن التعريف فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وهو شهر ليلة القدر وهو شهر الخضوع والخشوع للملك العلام .. خشوع يوصلنا بالرحيم الرحمن مدى الزمان ..
الحسنة مضاعفة الى سبعمائة ضعف ولكنها في رمضان بيد الملك الشكور فهو يجزي فوق ما تتصورون “فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون”

قدم رمضان علينا نحن المسلمين ونحن كما ترون من حال الهوان خاصة نحن الذين يقال لنا بأننا *العرب* أهل لغة الفصاحة أهل الوطن العربي الكبير المترابط جغرافيا والمتجزر سياسيا؛ فهل لا تكون لنا فرصة في رمضان ليجلس العقلاء على طاولة الوفاق كي يغيبوا هذا الشقاق ويريحوا العباد من هذا الخناق .. كي تعود الضمائر الى الله تعالى والى مصلحة الأمة والى إطعام ذي مسغبة وإيواء ذي متربة!!

عجلة الزمن تدور سريعا وما مضى لن يعود والكل محاسب على الصغير والكبير من الأعمال والكسب .. وتختلف الآثام باختلاف تأثيرها..

*أولياء أمورنا الكرام* نرجو منكم التكرم بوضع حد لهذه الفوضى في البلاد العربية .. ندعوكم الى حقن دماء أبناء هذه الأمة وإيقاف هذه الحروب كلها .. ندعوكم الى إيقاف هذا النزيف ووقف هذا الاستنزاف وكبح هذا الهدر لطاقات الأمة البشرية منها والمادية.. ندعوكم ان ترحموا طفلا صغيرا وتوقروا شيخا كبيرا وأرملة ضعيفة. .

إن أمتكم ترجوا منكم الكثير وتتعشم فيكم الخير .. وإن أمتكم هذه خير الأمم وإن ثوابكم لعظيم، فاجعلوا من هذا الشهر الكريم فرصة للانطلاق نحو الرقي بمستوى معيشة أمتكم والحفاظ على أرواحهم وحرياتهم وأموالهم تنالوا رضوان ربكم فإن الإمام العادل هو أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل ألا ظله ..

صوما مقبولا وإفطارا شهيا وعملا متقبلا..

*(اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا)*

للتواصل/
Alssedq@hotmail.com

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights