2024
Adsense
مقالات صحفية

رحل وكأنه حلم

حمود الحارثي

بعد الإيمان بقضاء الله وقدره، ننعي وبكل أسى وحزن فقيد المضيرب الأستاذ والأخ العزيز، حمد بن سالم الوهيبي (أبو إبراهيم)؛ سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان – اللهم آمين -. عظم المصاب والحزن بالغ أثره، ولا نقول إلا كما أمرنا الله “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

كيف للأوراق الخضراء اليافعة أن تتساقط في فصل الشتاء و مازال فصل الخريف على بعد مسافة فصلين عنا؟!

كيف رحل في صمت دون وداع وما زالت نفسه تواقه لنثر أريج أحاديثه في حب المضيرب، النابضة بحب العطاء المتدفق كفلجها.

رحل وما زالت أمنياته وآماله وطموحاته مختزنه في أعماق صناديق ذاكرته التي لم يتسع لها وقت القدر لفتحها بعد.

رحل ورحلت معه الأماني والأحلام التي لن تتحقق بغيابه.. رحل ورحل معه موعدنا القادم لنكمل حديثنا الأخير.

كثيرة كانت هي الأمنيات التي لم يتسع لها الزمان لتحقيقها، كما هي موجعة تلك اللحظات التي رحل فيها عنا بلا وداع.

أبو إبراهيم رفيق الطفولة والشباب، برحيله انطوت صفحة ناصعة البياض، حافلة بالعطاء والإنجازات في سجل قريتنا المضيرب التي عشقها، وبادلته صدق المشاعر بعشر أمثالها.

المضيرب وأهلها مفجوعة برحيله، ودعته في فجر شتاء بارد بحزن، لطالما عودنا أن يحمل لنا الفرح، لا بقدر كبير من الحزن الذي كان.

فجر الجمعة الثاني والعشرين من ديسمبر ٢٠٢٣م كان مختلفا هذا العام؛ فلم يكتفي بإطفاء أنوار أعمدة الإنارة في شوارع المضيرب ليطفئ معه عموداً لطالما كان يضئ عتمتها بهمة عالية متوقدة بحبها.

العزيز حمد -طيب الله ثراه- جمعتنا معه حياة فسيحة تقاسمت بيننا الكثير من الذكريات الجميلة والحزينة، كيف لا وهو رفيق الطفولة والشباب، إلا أننا لم نكن مستعدين بالقدر الذي يعيننا على صبر فراقه، ولا أن تكون آخر ذكرى تجمعنا هو يوم رحيله عنا، فما زالت النفس تمني نفسها بأيام تجمعنا معه أكثر سعادة وفرح مما كان، ولكن إرادة الله فوق كل أمنية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فهل من سبيل؟ فما زال هناك حديث في حب المضيرب بيننا لم يكتمل، عظم المصاب وللمضيرب وأهلها حسن العزاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣م

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights