فسيكفيكهم الله
سليمان بن سعيد بن زهران العبري
تعجز الكلمات عن وصف ما نحن عليه اليوم كعرب وكمسلمين من الذلّ والهوان والخذلان، ونقف للأسف الشديد موقف المتفرج مكتوفي الأيدي عن أداء الفرض الواجب… نعم إنه فرض واجب على كل مسلم ومسلمة في أي مكان، وبالأخص من هم الأقرب والأقدر لنصرة المقدسات الإسلامية، لكن ما نراه اليوم من عجز لنجدة أهلنا وإخواننا في فلسطين وتلبية الاستغاثة الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والمرضى، وتلبية احتياجاتهم من الدواء والغذاء وشربة ماء؛ لهو أمر جلل عظيم، فأين ولاة الأمر؟! فالأمر بلغ شدته؛ فلا مجيب ولا مغيث، والقلوب قاسية أشد من الحجر! ألا يشاهدون ويسمعون؟! وإلى متى ينتظرون، وإلى متى هذا الذل والهوان؟! ألا تدمع عيونهم لما يشاهدون؟ ألا تلين قلوبهم لما يسمعون؟ ألا تحرك مشاعرهم صراخ الأطفال الأبرياء والنساء والأمهات وكبار السن؟! كيف يهدأ لهم بال وكيف ينامون الليل وبلاد المسلمين قصف ودمار ليل نهار؟! بل وبيت المقدس المسجد الأقصى الشريف تنتهك حرماته، ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تدنس أركانه وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مغتصب في أيدي الصهاينة الملحدين وأعوانهم الكافرين، أعداء الله ورسوله، فإلى متى هذه الغفلة؟! ألم يقرأوا كتابهم العظيم إذ أمرهم أن يعدوا العدة ما استطاعوا ليرهبون عدو الله وعدوهم بإرادتهم وبقوتهم، وإن كانوا قليل العدد والعدة فلهم النصر والغلبة بقوة الإيمان والثقة بالله، وإن سلاح الإيمان أقوى سلاح.
لقد سجّل التاريخ عهدنا هذا للأجيال القادمة إنه أسوأ عهد، إنه عهد الذلّ والهوان، عهد الفرقة والخلاف، عهد الضعف والإنقسام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يغير الأحوال من هذا الحال لأفضل الأحوال، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والدين، وأن يجعل الله النصر حليفهم ويشتت الشرك والمشركين بقدرة رب العالمين…