سخافات شيطان
شعر : محمد السيد توفيق
في حديثٍ جاب عقلي
أسألُ الشيطان فهمًا
أيها الملعون قل لي
قد سلبت الناس حِلمًا
كيف من يأس ليأس
تجعل الآذان صمًّا؟
كيف ضيقت عقولًا
قد حباها الله علمًا؟
واكتنزت العمر شرًا
تملأ الآفاق سمًّا؟
كيف سولت لنفس
أن تجوب الأرض هدمًا؟
كيف أغويتَ بغيًا
واستبحت الإنس ظلمًا؟
كم غششت الناس يومًا !
كم ملأت الأفق جرمًا !
قال: مهلًا يا عدوي
دمت قبل اليوم خصمًا
أنت مثل الإنس دومًا
تغمرون الكون لؤمًا
كنت أخشى أن تصيروا
فوق سطح الأرض سهمًا
يهلك الأحلام مني
يقتل الشيطان غمًا
فاستحال الخوف أمنًا
حين شدَّ الجنُّ عزمًا
يستخف البعض منكم
نافذًا لحمًا وعظمًا
واعتبرتُ الذنب طُعمًا
فاستمروا الدهرَ إثمًا
قلت: صمتًا يا عدوي
لن يسود الشر حتمًا
واستعذتُ الله منه
واحتبستُ الغيظَ كظمًا