شكراً يا غزة
رحمة بنت ناصر بن سعود الشرجية
rahma.alsharji86@gmail.com
شكراً لغزة، شكراً لكتائب القسام وأعوانهم لتعريفهم للعالم أجمع في الكرة الأرضية بحقيقة ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من ظلم وتهجير وانتهاك حقوق إنسانية ودولية ومجازر وحشية لا يتقبلها أيّ كائنٍ حيّ.
لم يكن هاجس النصر في قلوبنا وعقولنا وأقوالنا لتهدأ من بعد الهدنة، بل ازدادت اشتعالاً لأنها ستنتهي ولا ندري هل هناك أمل من تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى ما بعد الأربعة الأيام المتفق عليها أم لا؟
كل شبر من دولة فلسطين؛ هي حق من حقوقهم، إنها وطنهم وأرضهم وبلدتهم، ليست الهدنة إلا استراحة محارب، وما يحدث الآن ترجمة للوثائق العلمية والدراسات التي جمعها الدكتور القدير علي ابراهيم في كتابه “وأخيراً، نجرؤ على الكلام- الاستراتيجية والأساطير الصهيونية” ليس فقط لمجرد نشرها، بل من أجل استخلاص كيفية صنع مستقبلٍ عربيّ قادر على المقاومة والصمود وكشف المؤامرة الإسرائيلية وهي “أرضكِ يا إسرائيل من الفرات إلى النيل” مع العلَم الإسرائيلي بخطّيه الأزرقين (يمثلان نهرَي الفرات والنيل) ووسطهما نجمة داوود التي تمثل القدس وأساطيرهم عاصمة مملكة داوود. وقال موسوليني:
“لكي تنجح الصهيونية يجب أن تحصلوا على دولة يهودية لها علَم يهودي ولغة يهودية”. هذه هي الاستراتيجية منذ القِدم، حيث هُجّر عام 1948 خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين وأُجبروا على ترك منازلهم فيما عُرف بـ”النكبة”.
كما قال الشاعر اللورد بايرون
“لليمامة عُشّاً، وللثعلب كهفه، ولكل شعب أرضه، إلا اليهودي فليس عنده غير قبره”.
نعم، شكراً يا غزة، صبراً لكم ولنا فما على المؤمن إلّا أن يحسن التّعامل مع هذه المحنِ والابتلاءات الّتي تصيبه، ويوقن بأن الله معنا.
أخيراً وليس آخراً، نحن معكم يا غزة قلباً وقالباً، في دعواتنا ويقيننا بالله بأن ينصرنا عاجلاً غير آجل، فعلينا جميعاً أن نوحد الدعاء لأهلنا في غزة في كل حين من القلب، وبإذن الله فإن النصر قريب، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} الآية (214).
اللهم برداً وسلاماً على غزة الطاهرة وأطفالها وأهلها، آمين.
دمتم برحمة من رب العالمين.