2024
Adsense
مقالات صحفية

ضياء المبادئ لعُمان

سليمان بن حمد العامري

عندما تكتب حديثك عن العظماء وعن أراضيهم، فدائماً نسأل أنفسنا: كيف تكون البداية؟
وفي مستهلّ الحديث عندما نكتب عن بعض الدول العربية وعن مناهج وملامح من الأخوّة بين الأشقاء، وإذا تحدثنا عن العلاقات العميقة والأزلية والمتعمقة والمتجذرة في عمق التاريخ؛ نحن نوصف مجداً عظيماً بنتهُ بعض الدول على مرّ العقود، وهي الدول التي لا تتنازل عن مبادئها الثابتة والراسخة.

وفي مقابل ذلك هناك من أبهرتني أرضهم، ولمَ لا أنبهر بأرضهم وترابها الثمين لا يقدّر بثمن، نعم إنها فلسطين التي أخرجت رجالاً يُقتدى بهم، وتاريخاً شاهداً فيهم، وليس بمقدوري أن أحوي كل شيء في هذا المقال، وهي التي وُصفت ضمن أطهر البقاع، وفيها أبهى وأجمل سجلات المج، حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين، وهو مسرى خير البرية محمد- صلى الله عليه وسلم-.

ولا غرو عندما أتحدث عن وطني عمان؛ فهي العظيمة التي عُرف شعبها بالطيبة والنُبل، والذي امتدحهم رسول الله ﷺ بقوله: (لو أتيت أهل عمان لا سبوك، ولا ضربوك). نعم إنها سلطنة عمان الطبية التي أخرجت رجالاً أشدّاء حكماء مسالمين، وانطلقت من شواطئها السفن تحمل شعار “لا إله إلا الله، محمد رسول الله” متجهةً إلى أفريقيا والهند والدول المجاورة.

وتأسيساً على تلك العلاقات الوطيدة التي يشهد بها التاريخ في الماضي والحاضر، إنها علاقة الأخوّة التي جمعت الدولتين منذ الأزل، وسطّرها التاريخ والتي جددها “السلطان هيثم” في هذه الأحداث الجارية، حيث أكد عاهل البلاد المفدى/حفظه الله، ورعاه/ في هذا الصدد على تضامن سلطنة عمان مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم كل الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمدنيين الأبرياء، وإطلاق سراح السجناء وفقاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع عن غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، واستئناف عملية السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة كافة حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبدأ حلّ الدولتين ومبادرة السلام العربية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة؛ ليعيش الشعب عصراً جديداً ممتلئاً بالازدهار والنمو.

ولا يفوتنا أن نذكر دور العلّامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، حفظه الله ورعاه، من الأدوار البارزة التي ينادي دائماً بتحرير فلسطين والقدس في خطاباته التي أوجعت قلوب بعض المتكهنين.

وهكذا يعيد التاريخ أمجاده، وهم خير خلف لخير سلف، وكما أسلفت سابقاً، من أراد أن يكتب عن العظماء وأوطانهم فهو بحاجة إلى مجلدات ليوفي حقهم؛ سائلين العلي القدير أن يوفق الحكومتين، وتبقى علاقات فلسطين وعمان سجلات مشرقة وإضاءات مشرفة من الضياء على مرّ العصور.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights