طوفان الأقصى. غزة ستنتصر .. المقاومة تمثلني.
حمود الحارثي
لن أتحدث عن مظاهر الفرح والاحتفالات ولا عن أهازيجها، ولكن سأتحدث كيف أن وطني أوقف كل مظاهر الفرح في مختلف المناسبات تضامنا مع إخواننا وأهلنا في فلسطين المحتلة وغزة العزة.
لن أتحدث عن الإجتماعات والقمم العربية ولكن سأتحدث عن موقف بلادي سلطنة عُمان بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -أعزه الله وحفظه رعاه- فخر الوطن ورمز عزته في كل زمان ومكان.
لن أتحدث عن الإجتماعات والقمم الإسلامية ولكن سأتحدث عن مواقف أشياخي سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، وحمود بن حميد الصوافي، وباقي الرفاق.
لن أتحدث عن السياسة والدبلوماسية والعلاقات الخارجية للدول ولكن سأتحدث عن مواقف وطني سلطنة عُمان الثابتة والداعمة بالمطلق للقضية الفلسطينية العادلة والمتمثلة في حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ١٩٦٧م في جميع المحافل الخليجية والإقليمية والدولية عبر التاريخ على لسان وزير خارجيتها بكل فخر واعتزار.
لن أتحدث عن آلاف المجازر التي حدثت في غزة ولكن سأتحدث عن مشروع جهاد نصر أو استشهاد في سبيل الله، فداء لغزة والطريق إلى تحرير المسجد الأقصى.
لن أتحدث عن جيوش الإستعراض في ميادين الشرف، ولكن سأتحدث عن سرايا المقاومة الباسلة في غزة ولبنان واليمن.
لن أتحدث عن القادة العسكريين والناطقين عنها ولكن سأتحدث عن يحيى السنوار، وأبو عبيدة، وباقي الرفاق.
لن أتحدث عن عدد القتلى الذين خلفتهم الحرب البربرية الغير متكافئة التي شنها جيش الإحتلال الصهيوني الغاصب بدعم وصمت دولي غير مبرر على غزة، ولكن سأتحدث عن عدد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل.
لن أتحدث عن المدن وازدهارها ولكن سأتحدث عن ركام الأبراج والمباني التي دمرتها آلة الحرب الصهيونية.
لن أتحدث عن ساحات القتال في ميادين الحرب ولكن سأتحدث عن ساحات الدمار في البنى التحتية لغزة.
لن أتحدث عن المساجد والمدارس والمستشفيات والملاجئ والمقابر ولكن سأتحدث عن كل شبر في غزة كان مسجدا ومدرسة ومستشفى وملجأ ومقبرة.
لن أتحدث عن المنظمات العالمية والمعاهدات الدولية والقوانين الدولية فهي مشاريع نظرية لا عملية، ولكن سأتحدث عن قانون الغاب فهو الأقرب للواقع وللحقيقة.
لن أتحدث عن حقوق الطفل وحقوق الإنسان ولكن سأتحدث عن الكيفية التي استباحت دماء الفلسطيني والوحشية التي أبادتها.
لن أتحدث عن حكومات الدول الصامتة، ولكن سأتحدث عن صراخ مسيرات ووقفات أحرار العالم في الميادين والطرقات.
لن أتحدث كيف خذلت الدول العربية والإسلامية غزة ولكن سأتحدث كيف انتصرت غزة على المحتل المتنمر ورفاقه.
لن أتحدث عن وزن وعدد القنابل بمختلف الأنواع والأحجام التي سقطت على أرض غزة الطاهرة، ولكن سأتحدث عن رشقات صواريخ المقاومة التي اضاءت سماء تل أبيب ومن على شاكلتها وأنارت قلوب الأوفياء وأحيت نبض الأمة.
لن أتحدث عن الأرقام في عالم الحساب، ولكن سأتحدث عن الرقم صفر وكيف أصبح له قيمة بفضل ذلك المجاهد المقاوم القسامي.
لن أتحدث عن المتحدثين الإعلاميين وعن سنوات إعدادهم لكي لا يتلعثموا أمام عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام، ولكن سأتحدث عن أبو عبيدة الناطق بإسم المقاومة في غزة.
لن أتحدث عن ميادين التدريب وقاعات التدريب والمدربين ووسائل التدريب النظرية والعملية والميدانية عند إعداد الجيوش، ولكن سأتحدث عن أحمد ياسين وعن أنفاق غزة.
لن أتحدث عن ساعة الصفر التي تحدد لإنطلاق العمليات القتالية، ولكن سأتحدث عن فجر ٧ أكتوبر من عام ٢٠٢٣م.
لن أتحدث عن أعتى معدات وآليات الحرب، ولكن سأتحدث عن مدرعة النمر وكيف تم تدميرها على يد مجاهدي القسام.
لن أتحدث عن بدلات الجنود القتالية عالية الجودة، ولكن سأتحدث عن مقاتلين لا يرتدون سوى ملابس رياضية أو مدنية دمروا آلاف من الآليات، وأسروا آلاف من جنود الجيش الذي لا يقهر.
لن أتحدث كيف قام الجيش الذي لا يقهر بتجهيز جنوده بحفاظات الأطفال لملاقاة رجالا صدقوا ما عاهدو الله عليه، ولكن سأتحدث عن مقاومة جهزت مجاهديها بحفظ القرآن والبنادق والرصاص.
لن أتحدث عن عالم الفضاء وتكنولوجيا الاتصالات، ولكن سأتحدث عن أجهزة اتصالات محلية الصنع استطاعت تعطيل أكثر أجهزة العالم استشعارا وحساسية، وأجهضت ما تسمى بالقبة الحديدية.
لن أتحدث عن مغتصبين ينفقون رعبا وهم في الملاجئ تحت الأرض، ولكن سأتحدث عن شهداء فوق الأرض يدعمون مقاومتهم ويسعفون مصابيهم ويدفنون شهدائهم.
لن أتحدث عن صفارات الإنذار التي تدوي في تل أبيب وما جاورها مع كل رشقة صاروخية قسامية، ولكن سأتحدث عن صوت المآذن وهي تصدح بصوت الأذان “الله أكبر، وحي على الصلاة” في طرقات غزة.
لن أتحدث عن عويل الإسرائليات حين يودعن قتالهن وحالات الإنتحار بين جنود الاحتلال الصهيوني، ولكن سأتحدث عن نساء غزة الماجدات الثكالى وهن يودعن الشهداء إلى مثواهم الأخير بالدعاء والزغاريد.
لن أتحدث عن الرائحة النتنة التي تخرج من جثامين الجنود الصهاينة النافقين في حرب غزة، ولكن سأتحدث عن رائحة المسك التي تفوح من أجساد شهداء غزة التي تعطر طرقاتها.
لن أتحدث عن إغلاق المعابر كي لا تصل قطرة ماء للمحاصرين في غزة، ولكن سأتحدث عن سقيا الله لأهل غزة، أمطار الخير التي روت الأرض والإنسان والحيوان والنبات.
لن أتحدث عن خطط الحرب وأجهزة الاستخبارات ودقة المعلومات وتحليلها ودقة تحديد الأهداف ونباهة القناص، ولكن سأتحدث عن المسافة صفر عند تنفيذ العمليات والإلتحام بين المقاتلين.
لن أتحدث عن عمليات اختطاف واعتقال الكيان الصهيوني للمواطنين العزل، ولا عن معاملتهم الوحشية للأسرى الفلسطينيين، ولكن سأتحدث عن الأسيرة الإسرائيلية التي أطلقت المقاومة سراحها وكيف ودعت المقاوم القسامي عند نقطة تسليمها للمنظمة العالمية وكيف تتعامل المقاومة مع الأسرى.
لن أتحدث عن الطواقم الطبية في أرقى المباني والمستشفيات المزودة بأحدث أجهزت التشخيص والعلاج المتطورة، ولكن سأتحدث عن المستشفيات والأطباء والممرضين والمسعفين في غزة.
وإنه لجهاد، نصر أو استشهاد.