إلى غزة، مع التحية
هلال السليماني
تستعيد الأمة في هذه اللحظات الفارقة وعيها المقاوم في شكل طوفان الأقصى، وأحفاد القسام، وأبناء أحمد ياسين وإخوان العياش، هذه المرحلة التي يتشكل فيها الفعل الحضاري للأمة، بل وللعالم، ليدرك أن القيَم والأخلاق لا تتبدل مهما حصل فيها من تشوّه واختلال، إذ إن هؤلاء المرابطين الذين يصدّون عن أنفسهم ظُلم العالم وغطرسته، ويدفعون عن الأمّة سطوة وغطرسة القوة وجبروت الظُلم، يعرفون أن مصيرهم ومصير حياتهم يتشكل بوعيهم بقضيتهم، وبِسرّ وجودهم في هذا الكون، حاملين معهم معاني الإنسانية وروحها التي تجسدت يوماً ما في بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال عنه ربّه {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
ولَإن كان الصوت الحرّ للإنسان يتعرض للتشويه والتهميش أمام طوفان غريزة الانتقام ومحو الآخر، ليثبت أن الحضارة الغربية التي تغنّت دائماُ بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ها هي تسقط أمام اختبار إثبات قيَمها، فنجدها تقف جنباً إلى جنب مع الظُلم والطغيان، لتنتصر لغرائزها الكامنة خلف ستار الزيف والتضليل، إنها تتّسق مع مكوّناتها المادية التي تأسست عليها، وكأن دُوَل الغرب بهذه الصفاقة تعيد إنتاج قيَمها التي قامت عليها، وتناست ويلات الحروب التي ذاقتها أجيالٌ مضت.
إن فلسطين هي القضية المركزية في عالم اليوم، كانت وما زالت تعطي للعالم دروساً لا تُنسى في العزة والكرامة، أنعشت في وجدان الأجيال حب الحرية والتضحية والجهاد الذي تأسس على قاعدته منهج الإسلام، جهادٌ ينتصر للحقّ في وجه الباطل، ولقيَم الشرف والكرامة في وجه الانحلال والتفسّخ، ولفطرة الإنسان السليمة التي تأبى الضيم وتنتصر للمظلوم. لقد أعدتم إلينا ضميرنا الغائب وسط حطام الدنيا ونزوات النفس ومادية الحياة.
لكم التحية أيها المناضلون عن شرف الأمة، وطوبى لكم.