2024
Adsense
مقالات صحفية

حنين إلى حلمنا العربي

بقلم/ جمعة بن طالب الشكيلي

في صباح اليوم الذي يتراقص مع رياحه الخفيفة الباردة المنعشة تأنقت كعادتي استعدادًا للذهاب إلى مقر عملي، امتطيت وميض الحسام التي أعني بها سيارتي وفي الطريق ومع إنتظار إشارات المرور حتى تغير لونها لتغير فصول المسار لنا لنعبر تهيجت مشاعر الحنين إلى أوبريت ” الحلم العربي ” (من إنتاج أحمد العريان وإخراج طارق العريان وتأليف الشاعران المصري مدحت العدل والإماراتي سيف بن سالم الخالدي وألحان الملحنان المصريان صلاح الشرنوبي وحلمي بكر)
فأوقفت سيارتي على جانب الطريق وربطت هاتفي بمسجل السيارة وحملت هاتفي وأشغلت الموسيقى وتابعت طريقي البداية رائعة موسيقى كلاسيكية هادئة تجذبك مع نسمات الرياح المنعشة وشيئًا فشيئ إبتدى سيناريو الأوبريت والمغنين يرددون كلماته ومن مختلف أقطار البلدان العربية تجمعوا تحت لواء ” الحلم العربي ” ومعهم ابتدأ العقل بالتحليق والغوص في تلك الكلمات ومعانيها وأحداثها، فتارة أخذتني إلى اجتماعات رؤساء الدول العربية وتارة أخرى إلى مساعي وزراء الدول لحل قضايا الاحتلال والدمار وعقد الهدنات.
الأغنية تستمر في طريقها وتتغير من مغني لأخر والأحداث تتصاعد بداخل رأسي لتذهب بي إلى فلسطين الأبية ثم سوريا العفيفة وتنحرف نحو العراق المناضلة وإلى اليمن البريئة وتطير بي نحو مصر الكنانة وتونس الخضراء والمغرب المتماسكة وليبيا الباحثة عن بقاياها لتنتقل إلى جنوب لبنان الشجية شريط مؤلم من الدمار من الدماء السائلة الحارقة لتلك الأجساد المحاربة والمكسوة بالبراءة للأخرى ولهدم جماليات رموز حضارات أقيمت على أكتاف أناس حملوا توثيقها بأرواحهم وتغذى الزمان من أجسادهم كبابل والفراعنة والآشوريين والكنعانين وغيرهم.
وفجأة انتقل الشريط إلى موجة أخرى هي وضع دول مجلس التعاون والخلافات والنزاعات بينهم حتى وصلنا لأتفه الأمور نتجادل عليها.
أخوة فرقتنا فيروسات الغيرة والحقد والحسد وحب النفس وترك حقوق الجار.
انتهاك للأعراف والأعراض ومساندة قنوات التواصل الاجتماعي وتخريب للفكر وإمالة العقل للخمول والكسل وإتباع للشهوات والإنغماس فيها.
وفجأة تنبهت لهذا الكابوس الذي كان يجثم على صدري فرحت أسمي الله وأقرأ المعوذات وبعدما هدأت وارتاحت نفسي وهدأ جسدي من ثورانه تكالبت التساؤلات وهام عقلي بمعرفة إجابات لها ولكن رجعت لحيرتي لأتذكر تلك الأسئلة ألا وهي:
١. كلمات الأوبريت هل أحيت فينا روح الفارس المناضل المجاهد الذي قتلناه واستمتعتنا بشهواتنا لنلتهي بها.
٢. ماذا حل بما أسميناه ” الوحدة العربية ” أَوَلا تهمنا لنتحد ونقف بوجه العدو الغاشم ونقول له يد الله مع الجماعة.
٣. ماذا حل بعقولنا لم تخدرت ولم تعد تفكر سوى بالدمار والخراب لغيرها؟

بعدها لأتوصل لنتيجة حتمية قد تكون مفادها أن حلمنا العربي لا يدعوا للاتحاد وإنما لفرض العضلات وتدمير الشعوب الأخرى وأن السلام والحب لا يتوافق مع المبادئ وإنما الحرب والدمار هو العنوان السائد فيا عروبتاه إلى أين المفر؟ وإلى أين المتجه؟ وإلى أين حلمنا العربي سيكون وجهته؟.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights